- البشر والأنفاق لديهما علاقة تاريخية عميقة , فقد إستخدم الإنسان الأنفاق للسكن والتعدين والسفر والأغراض العسكرية ولاغراض أخرى مختلفة منذ فجر التاريخ , ولكن بعض تلك الأنفاق التي تم إكتشافها في أمريكا الجنوبية قد خلقت ضجة بين الجيولوجيين والباحثين والمستكشفين , ليس فقط بسبب أنها ليست من صنع البشر , ولكن لإنها تحتوي أيضاً على علامات مخالب ضخمة !
في أوائل عام 2000 , أكتشف أستاذ الجيولوجيا ( هاينريس تيودور فرانك - Heinrich Theodor Frank  نفق غامض في موقع للبناء فينوفو هامورغو في البرازيل ,وكان يبلغ قطر النفق حوالي متر , وبعد التفتيش الدقيق , إكتشف أنه يحتوي على علامات مخالب تشير إلى أنها تعود إلى حيوانات ضخمة منقرضة .
وعندما اعاد هاينريس البحث في النفق مرة أخرى , وجده يبلغ بضعة امتار في الطول وحوالي 70 سم في الإرتفاع , كما أن مدخل النفق كان مليئاً بالخدوش وخصوصا في السقف , وكانت هذه الخدوش بفعل مخالب ضخمة .
وعندما حاول هاينريسالحصول على تفسير جيولوجي لهذا النفق لم يجد شيئاً , إلا أنه بعد الكثير من الأبحاث وجد هايرنس أن المتسبب في حفر تلك الأنفاق الضخمة هو نوع انواع حيوان كسلان الأرض العملاق المنقرض.
إكتشاف أنفاق أخرى
- عندما سمع الجيولوجي ( أميلكار أدامي ) شائعات حول كهف غير عادي في جنوب البرازيل , ذهب إلى هناك لمعرفة الحقيقة ,وقد قاده بحثه عن الكهف إلى فوهة تقع على بعد بضعة أميال إلى الشمال من الحدود البوليفية , ولم يتمكن ي ذلك الوقت من الإتصال بمالك الأرض , لذا فلم يكن من الممكن أن يدرس هذا الموقع بالتفصيل , وقد كان قد رأي عدد من الكهوف بالقرب من تلك المنطقة تشكلت بفعل المياه , ولكن كان هذا الكهف مختلفاً لإنه أكبر ومستدير على نحو سلس .
- عاد ( أميلكار أدامي ) إلى هذا الكهف الغريب عام 2015 , ليتضح أن هذا الكهف هو أول نفق قديم لكسلان الأرض العملاق تم إكتشافه في الأمازون , وكذلك هو أكبر نفق تم إكتشافه من أي وقت مضى بطول 2000 قدم , كما أن أعمدته الرئيسية كانت بطول ستة أقدام , وتوسعت بعد ذلك بسبب التعرية , ووفقاً لـ (أميلكار أدامي ) فإن هذا النفق لم يتم إنشاوؤه من قبل واحد أو إثنين من مخلوقات كسلان الأرض العملاق المنقرض , ولكن من قبل أجيال عديدة .
- وحتى الآن وثّق العالم الجيولوجي ( هاينريس فرانك ) 1500 نفق من تلك الأنفاق القديمة بعد اول إكتشاف له في نوفو هامورغوفي البرازيل , فقد وجد فقط في الشمال من سانتا كاتارينا مئات أخرى ولا يزال العد مستمر .
ويقول فرانك " في هذه الجحور , يشعر المرء في بعض الأحيان بإن هناك مخلوقاً عملاقا من عصور ما قبل التاريخ ينتظر حول إحدى منحنيات الكهف "
كما تلقى فرانك تقارير تفيد بوجود جحر آخر في سانتا كاتارينا يصل طوله إلى 3000 قدم , ولا زال يتعين عليه التحقق من الأمر . وإذا تبين صحة تلك التقارير فإنه سيصبح أطول نفق قديم تم إكتشافه من أي وقت مضى , وأطول من ذلك الذي تم إكتشافه في الأمازون .
ما هي تلك المخلوقات التي حفرت تلك الأنفاق في الماضي البعيد ؟
تسآل العلماء عن ماهية تلك المخلوقات التي إستطاعت حفر تلك الأنفاق الضخمة , ووفقاً للجيولوجيين , قد يكون هؤلاء العمالقة من عصور ما قبل التاريخ مثل كسلان الأرض العملاق , وحيوان المدرع العملاق , حيث تمكن العلماء من العثور على الهياكل العظمية لحيوان المدرع المنقرض في تلك الأنفاق إلا أن تلك الهياكل العظمية كانت لحيوانات مدرع أصغر بكثير من تلك التي حفرت تلك الجحور الكبيرة .
وسؤال آخر طارد الجيولوجين وهو محاولة تحديد الزمن الذي حُفرت فيه تلك الجحور , فوجدوا أن حيوان الكسلان العملاق والمدرع قد إنقرضا منذ 8000 إلى 10,000 سنة مضت , لذلك فيجب أن يكون عمر تلك الجحور حول إو قبل تلك الفترة , ووفقاٌ لـ (فرانك ) فإن تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لتلك الجحور سيعتمد على تاريخ المواد العضوية الموجودة في الصخور الرسوبية للجحور , ولكن لم يتم هذا الإختبار حتى الآن.
- تلك الانفاق القديمة منتشرة في أمريكا الجنوبية في ريو البرازيلية , وريو غراندي دوي سول , وسانتا كاترينا , وقد وُجد عدد قليل منها في أقصى شمال البرازيل وفي بلدان أخرى بأمريكا الجنوبية , ولكن من المثير للدهشة أنه لم يتم إكتشاف حتى نفق قديم واحد من تلك الأنفاق في أمريكا الشمالية على الرغم من أن أمريكا الشمالية كانت موطناً لحيوانات كسلان الأرض العملاقة والمدرع العملاق فيما مضى , ولكن وفقاً لما ذكره ( جريج ماكدونالد ) - وهو من مكتب علماء الحفريات في إدارة الأراضي - أن هناك إحتمال أن تكون التربة في أمريكا الشمالية مختلفة بما فيه الكفاية بحيث لم تتمكن تلك الأنفاق والجحور من البقاء على قيد الحياة , أو ربما كانت هناك أنفاق في أمريكا الشمالية ولكن تم تجاهلها .