طلب العلم منه ما هو فرض عين يجب على كل مسلم تعلمه، ولا يعذر أحد بالجهل به وهو قادر على أن يتعلمه، ومن ذلك العلم بأصول الإيمان وأركانه التي لا يتم الإيمان إلا بها :
كالعلم بالله ربا مالكا مدبرا لا شريك له في ربوبيته ،والعلم به متصفا بجميع صفات الكمال والجلال منزها عن كل نقص وعيب، والإيمان بما ورد من أسمائه وصفاته من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل، والإيمان بإلهيته وأنه المعبود بحق ، وصرف جميع أنواع العبادة له وحده لا شريك له وعدم صرف شيء منها لغير الله.
ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم بالإيمان به رسولا خاتما للنبيين، وتصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.
ومعرفة دين الإسلام؛ أي معرفة أصول الإسلام القطعية، والحلال القطعي والحرام القطعي والذي يسمى عند العلماء ( المعلوم من الدين بالضرورة ) كوجوب الصلاة والزكاة ونحوها، ومعرفة حرمة الشرك ، وعقوق الوالدين ، والزنا ، وأكل الربا ونحوها.
إضافة إلى وجوب العلم بكل ما يتوقف عليه صحة عبادة وجبت عليك ، كأحكام إقامة الصلاة بمعرفة أركانها وشروطها وواجباتها ومفسداتها ، وما يتعلق بها من أحكام الطهارة ونحوها. وقل مثل ذلك في كل ما وجب عليك فعله من أحكام الدين.
ومعرفة حكم أي معاملة تقدم عليها من جهة جوازها من عدمه، وما هي شروط صحتها، ومتى تكون هذه المعاملة على خلاف الشرع؛ كمعرفة أحكام النكاح لمن يريد الزواج، وأحكام الشركة لمن يريد أن يقيم شراكة مع أحد، وغيرها من أنواع المعاملات.
فيجب عليك في كل ذلك أن تعرف كيف تتعبد لله بالعبادة على الوجه الشرعي، وكيف تقيم معاملتك على وجه صحيح ليس فيه مخالفة للشرع .
وما عدا ذلك من العلم ففرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين .. ينظر كتاب "العلم" للشيخ ابن عثيمين ص(23) .
غير أن الأمر أسهل مما تظن ، فما يحتاجه المسلم في حياته اليومية من أحكام الطهارة والصلاة ، ثم ما يحتاج معرفته من أحكام الصيام والزكاة ونحو ذلك ، وقبله ما يحتاجه لتصحيح اعتقاده وإيمانه : كل ذلك أمر ميسور ، يمكن تحصيله في زمان يسير ، ومؤنة يسيرة ، إما بقراءة الكتب الميسرة في ذلك ، أو سماع دروس أهل العلم الثقات .