لم يتأخر الرد المصري على انتقادات تركيا على خلفية تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في نيويورك أمس الثلاثاء وما تضمنه بيانه في الأمم المتحدة من إدعاءات ومزاعم مرتبطة بمحمد مرسي العياط، كما اعتبرتها الخارجية المصرية تصريحات غير مسؤولة وفجة في حق الدولة المصرية.
رد الخارجية المصرية
عاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى خطاب "الإثارة" وهو يتحدث عن جملة قضايا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولكنه لم يسلم من الانتقاد والهجوم الحاد من الدولة المصرية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية تعليقا على تصريحات أدلى بها أردوغان، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي: "إنها تصريحات واهية وباطلة، ظاهرها الادعاء بالدفاع عن قِيّم العدالة، وباطنها مشاعر الحقد والضغينة تجاه مصر وشعبها الذي لا يكن سوى كل التقدير للشعب التركي".
وأعرب المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية عن استغرابه من تصميم أردوغان على مواصلة ادعاءاته، مشيرا إلى أنه "من المفارقات الساخرة أن تأتي تلك الادعاءات من شخص مثل أردوغان، على ضوء رعايته للإرهاب في المنطقة، فضلاً عما يرتكبه نظامه من انتهاكات صارخة في حق الشعب التركي الصديق حيث يحاول أن يجعله رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة".
مصر تصفع أردوغان بالأرقام
وفي هذا الجانب، ردت الخارجية المصرية، بأرقام دقيقة على مزاعم أردوغان، فأشارت إلى وجود ما يقارب 75 ألف معتقل سياسي في تركيا، فضلا عن آلاف المطرودين، ومئات الصحفيين والأكاديميين والناشطين الذين جرى الزج بهم في السجن، لأنهم تجرؤوا وأبدوا آراء لا تسبح في فلك السلطة.
بالإضافة إلى وقوع عشرات حالات وفاة بين المسجونين نتيجة ظروف مشبوهة أو تحت التعذيب أو بسبب المرض جراء الأوضاع السيئة داخل السجون التركية، فضلا عن فصل أكثر من 130 ألف موظف تعسفياً من وظائفهم الحكومية، ولم تسلم المؤسسات التعليمة من بطشه فقام بمُصادرة أكثر من 3000 جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية مع فصل آلاف الأكاديميين.
كما أكدت الخارجية المصرية أن نظام أردوغان حبس وسجن المئات من الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي، حيث أصبحت تركيا أكثر دول العالم سجناً للصحفيين والإعلاميين وفقاً للعديد من التقارير الدولية، كما تسبب في فرار عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك إلى الخارج نتيجة الحملات القمعية في البلاد.
الأزمة السورية ورعاية الإرهاب
أما عن الأزمة السورية التي نالت نصيبا مهما من كلمة أردوغان، فلم تسلم بدورها من "المغالطات"، لأن أنقرة ليست مجرد ضحية للنزاع، بل إنها كانت طرفا في تأجيج الأوضاع بالبلد من خلال تسهيل عبور مقاتلي الجماعات المتشددة.
وفي سياق متصل يواصل الرئيس التركي رعايته للإرهاب في سوريا ما أسفر عن طول أمد صراع راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري وتعمد استهداف الأكراد بالقمع والقتل والإبادة وهو ما يدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية التي تستوجب المحاسبة والتي لا تسقط بمرور الوقت.
ولا يمكننا إغفال مواصلة أردوغان دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة والميليشيات المُسلحة في ليبيا، عبر توفير كل الدعم السياسي واللوجيستي من أسلحة ومعدات، وذلك في سياسة مُمنهجة تنطوي على استمرار الدعم للعناصر الإرهابية بحيث امتدت إلى بقاع أُخرى في المنطقة والعالم، ومنها عدد من مناطق القارة الإفريقية وغيرها.
أردوغان القائد المزيف
ودأبا على عادته، قدم أردوغان نفسه بمثابة القائد الحريص على حقوق الشعب الفلسطيني، فيما تقيم بلاده علاقات دبلوماسية وتجارية قوية مع تل أبيب، كما سعى إلى تذكير المجتمع الدولي، بالعبء، الذي يقع على كاهل بلاده من جراء اللاجئين، وأغفل الرئيس التركي، أن أنقرة استفادت من الأزمة الإنسانية حتى تحصل على مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي.
أردوغان ومشاعر الحقد الدفين تجاه مصر
وفي ختام البيان الحاد لوزارة الخارجية اعتبرت "مثل هذا المسلك الذي يستمر أردوغان في اتباعه لا يَنُم سوى عن عدم القدرة على إخفاء مشاعر الحقد الدفين تجاه مصر وتقدمها المستمر، وإصراره على مواصلة محاولاته نشر الخراب والدمار في المنطقة، مُستهجناً تنصيب الرئيس التركي نفسه مُدافعاً عن قيّم الحرية والعدالة، وهو في الحقيقة لا يُدافع سوى عن فكره المتطرف وأمثاله من الإرهابيين".
مطالب بمحاكمته
وعلق مصطفى بكري الإعلامي وعضو مجلس النواب، على مزاعم الرئيس التركي وقال: "أردوغان يطالب بالتحقيق في وفاة مرسي، ونحن نطالب بمحاكمتك أمام المحكمة الجنائيه الدولية بتهم ارتكاب جرائم قتل ودعم الإرهابيين في سوريا وليبيا والعراق، نحن نعرف أن أردوغان يقطر حقدا ضد مصر وضد العرب".
وأضاف "بكري": "ولكن أعلم ياهذا أن نهايتك قد اقتربت علي يد شعبك الذي ضج منك ومن أفعالك لن نسمح لك بالتطاول، بل سنواصل فضح أفعالك ضد الشعب التركي وضد الآخرين".
يراوده حلم الخلافة
ومن جانبه قال رئيس حزب المصريين الأحرار عصام خليل، إن أردوغان لا زال يراوده حلم الخلافة، مشددًا على أن تركيا شهدت في عهد أردوغان مجزرة حقيقة لمنظومة حقوق الإنسان بشكل كامل، وهو ما يؤكد أن تركيا تحت حكم أردوغان باتت خطرا ليس على الأتراك وحدهم، بل على أمن البحر المتوسط والخليج بتحالفه مع إيران وقطر، وخطر على أوروبا بإيواء عناصر من الإخوان المصنفة إرهابية.