ما هي الحبة القاتلة؟ بعد تعدد حالات الوفاة بها وتدشين حملة لحظرها
خلال الأيام الماضية، تعددت حالات الوفاة بما يعرف بالحبة القاتلة «حبة الغلال»، حيث لفظت ربة منزل أنفاسها الأخيرة، بعد تعاطيها قرص حفظ غلال، ومقيمة بمركز ملوي جنوب المنيا، وتوفيت فور وصولها للمستشفى.
حالات وفاة
وتوفي شاب في العقد الثالث من عمره، بمركز المحمودية، بمحافظة البحيرة، حيث أقدم على الانتحار بتناول قرص حفظ الغلال، وبسؤال ذويه أفادوا لمروره بحالة نفسية سيئة.
كما شهدت قرية كفر الرحمانية بمركز المحمودية، ايضا انتحار طالب بالصف الثاني الإعدادي، بالطريقة ذاتها.
في محافظة كفر الشيخ أقدمت طالبة بالصف الثاني الإعدادي، على الانتحار، إثر تناولها حبة حفظ الغلال المعروفة بـ«الحبة القاتلة»، داخل منزل أسرتها بقرية شباس الشهداء التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ.
في محافظة المنوفية توفيت طالبة في الصف الثاني الثانوي، بإحدى قرى مركز تلا، إثر تناولها قرص حفظ الغلة السامة، حيث جرى نقل الطالبة للمستشفى دون جدوى
ما هي الحبة القاتلة
مئات الحالات خلال الفترات الماضية لقت حتفها، إثر تناول حبوب الغلة القاتلة، وتعرف تلك الحبوب بأنها "أقراص تحتوى على مادة فوسفيد الألمنيوم السامة ولا يوجد لها مضاد للسم على مستوى العالم، وعند بلعها تتفاعل مع سوائل المعدة وتكون غاز الفوسفين السام، وتعد مادة فوسفيد الألمونيوم سم قاتل يستخدم بكثافة كمبيد للحشرات والقوارض، وقد عرفت منذ عام 1940م وانتشرت بشكل سريع كمادة فعالة تستخدم في رش المحاصيل الزراعية، وذلك بسبب سرعة انطلاق غاز الفوسفين من المركب بعد تعرضه لأي مصدر من مصادر الرطوبة ومن مميزاته انه يقضي على الحشرات بجميع أنواعها ومراحل نموها دون التأثير على حيوية النباتات".
أعراض الحبة القاتلة
عند استنشاق غاز الفوسفين PH3، يكمن تأثيره على كريات الدم الحمراء فتتخثر وتتجمد بتفاعله الكيميائي مما يسبب في تجلط الدم ومنع انتقال الأوكسجين إلى أعضاء الجسم، وتظهر أعراض مصاحبة تبدأ تدريجيًا على الشخص المصاب، منها (ضيق التنفس - الدوخة - الصداع - الغثيان - الإسهال - التعرق البارد والرطب - خمول الجسم).
احتياطات هامة
وفي حال تعرض الشخص لتلك الحبة، هناك مجموعة من الاحتياطات لابد من اتباعها، أهمها منع عمل غسيل معدة بمحلول ملح او برمنجنات البوتاسيوم ( ممنوع إدخال الماء إلى جوف المريض نهائيا )، ولابد أن يعطى المريض زيت جوز الهند او زيت البرافين، لان الزيت يقوم باحتواء الحبة، فيمنع تصاعد غاز الفوسفين المسبب لكل تعقيدات تلك الحبوب، مع ضرورة إعطاء بيكربونات صوديوم وريدى لاحتواء الحمضية الناتجة من للقلب، مع سرعة تحويل المريض لأقرب مركز سموم.
حملة إلكترونية
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تم تدشين حملة إلكترونية، لحظر استخدام الحبة القاتلة ، تحت مسمي "أرواحنا مش رخيصة"، للمطالبة بمقاطعة حبة الغلة ومنع بيعها ومحاسبة المسؤولين عن بيها.
منع البيع
كما انتفض البرلمان بعد تعدد حالات الانتحار بـ الحبة القاتلة، حيث تقدمت إليزابيث شاكر عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، بمقترح لرئيس البرلمان لمنع توزيع وبيع "حبة الغلة" نهائيًا من الصيدليات، لانتشار حالات الموت والانتحار بالمناطق الريفية عن طريقها، وكونها رخيصة وتؤدي للوفاة سريعا، ولا يوجد لها علاج ينقذ المريض حتى في حالة توجهه للمستشفى فور تناولها.
وطالبت عضو البرلمان بأن يتم بيعها بأماكن تابعة لوزارة الزراعة، وإطلاق حملات توعية عبر وسائل الإعلام لمنع سوء استخدام تلك الحبة.
سهولة الاستخدام
فيما كشف حسين عبدالرحمن، نقيب عام الفلاحين، إن خطورة حبة الغلة السامة يرجع لسهولة استخدامها وأنها في متناول الجميع واستخدامها الأساسي لمواجهة تسوس القمح، لكن سهولة الحصول عليها يجعل منها خطر علي صحة المواطنين قليلي الخبرة.
توافر الامصال
لابد أن توفر الحكومة الأمصال المضادة لها ولأي مبيد سام يسمح باستخدامه، أو يتم حظرها لان عشرات الدول منعت استخدام تلك الحبة بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال، كما يوجد منها 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد، واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب حسبما أشار نقيب الفلاحين.
بدائل للحبة
وأوضح «حفظ القمح والحبوب يمكن بطرق أخرى مثل التبخير بعيدا عن استخدام المواد الكيماوية التي تحفظ الغلال من التسوس ولكن آثارها السلبية قد تفوق آثارها الإيجابية».