كان رجلٌ من أهل أذربيجان له على رجلٍ دَيْنٌ، فهرب منه وطالت غيبته. فلقِيَ صاحبُ الدين المدينَ في الصحراء، فقبض عليه وطالبه.
كان المدينُ معسراً، وكانت الصحراء ممتدة. سأل المدينُ الدائنَ أن يتركه فأبى عليه وقيّده، ومشى به إلى قريةٍ أُغلقت دونهما، فباتا في مسجدٍ خراب على باب القرية، وأَدخلَ صاحبُ الدين رجلَه في حلقةٍ من حلقات القيد حتى لا يفرَّ الغريم.
وعندما جاء الليلُ بظلامه جاء الأسدُ بوحشيته وهما نائمان، فقبض على صاحب الدين فافترسه، وجرّه خلفه فانجرَّ معه الغريم بسبب حَلَقَةِ القَيْدِ المربوط بها.
فلم يزل ذلك حاله إلى أن فرغ السبع من صاحب الدين، وشبع وانصرف، وترك المدينَ وقد تجرّح بدنه، وبقيت ركبةُ الغريم في القيد فحملها الرجلُ مع قيده إلى أهل القرية وأخبرهم الخبر، فحلّو قيدَه وسار إلى حال سبيله.