أرادَ تاجرٌ استئجارَ خادمٍ لداره، فاختار شاباً قويّاً، لكن صديقاً له نصحه باختيار غيره لأنه نَمَّامٌ فَتَّان، لم يبالِ التاجرُ بالنصيحة، فالغلام سيبقى بعيداً عن أسرته، لكن بضعة أيامٍ كانت كافية لِتَقَرُّبِه من سيدته فهمس لها: أتريدين امتلاك قلب زوجك؟ قالت: نعم، فطلب منها قَصَّ شيءٍ من لحيته وهو نائم وإحضارها له في الصباح لعمل سحر...
فوافقت وانتظرت هبوطَ الليل، لكنَّ الخادم سَبَقها إلى سيِّده، وأقسمَ له على أن زوجته تريدُ ذبحه هذه الليلة، لم يصدّقه التاجر، لكنه تَحَسَّبَ وتظاهر بالنوم في فراشه، وإذ بزوجته تَمُدُّ سكيناً إلى لحيته، فعاجلها الزوج بطعنةٍ قاتلة...
ولما تأكّد الخادمُ من وقوع الجريمة، هُرِع إلى أهل المغدورة: أدركوني، صاح بهم، إن سيدي قَتَل سيدتي ويريد قتلي، ثم تركهم ليذهب إلى أهل التاجر ويقول: إسمعوني وهبّوا لإنقاذ سيدي من أهل زوجته، فقامت الفتنة ودارت حربٌ داميةٌ بين رجال قبيلتين لم يكن منهم رجل رشيد، رفضوا النصيحة الصادقة، وصدّقوا بوقَ الفِتنة...!