يُروى أن أستاذ الجيل "أحمد لطفي السيد" كان قد رشح نفسه في دائرة بالدقهلية في الانتخابات المصرية في أوائل القرن العشرين، وخاض معركته الانتخابية باعتباره ديمقراطياً ومدافعاً شرساً عن الديمقراطية.
كان منافس "أحمد لطفي السيد" أحدُ الخبثاء الأذكياء الكبار حيث أخذ المصطلح "ديمقراطي" ودار به على القرى وعلى الناخبين يشيع بينهم أن ديمقراطي يعني "كافر" قائلاً في كل خطبه الانتخابية:
اننبهوا أيها الناخبون "أحمد لطفي السيد" ديمقراطي، وديمقراطي يعني كافر.
ولما كانت الديمقراطية جديدة على الناس، والناس أسرى الجهل في كل أحوالهم فلقد صدّقوا شائعة المنافس.
حين دار "أحمد لطفي السيد" على الدوائر يباشر دعوته، ويقدم برنامجه كان يسأله الناخبون: هل أنت بالفعل ديمقراطي؟
فكان يجيب بأعلى صوته: أنا ديمقراطي وابن ديمقراطي، وأُضحّي بحياتي في سبيل الديمقراطية.
الغريب في الأمر أن "لطفي السيد" سقط في هذه الانتخابات سقوطاً مُدوِّياً فادحاً بسبب أنه ديمقراطي.