منتدى جنتنا
موضوع بعنوان :آثار التوكل على الله
الكاتب :janatna


%25D8%25A2%25D8%25AB%25D8%25A7%25D8%25B1%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%2588%25D9%2583%25D9%2584%2B%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2587

معنى التوكل وآثاره على المؤمن

إن التوكل على الله من أعظم العبادات التي يؤديها المؤمن، فهو يقوم بتحويل حياة الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة واليقين، فإذا قام العباد بتحقيق التقوى والتوكل، والاعتماد على الأخذ بالأسباب في كافة جوانب الحياة، فسوف يؤدي إلى تيسير أمور الحياة الدنيا والآخرة وقضائها.

فكم من عبد قام بتفويض أمره إلى الله، فكفاه ربه ما أهمه، وقد قال الله تعالى في قرآنه الكريم: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [سورة الطلاق: الآيتان 2،3]، ولكن ما ههو التوكل:

ثمراتالتوكل على الله

يمكن القول بأن التوكل على الله أشبه بالشجرة الكبيرة التي تُنبت الثمار النافعة، وتمد المؤمنين بالكثير من الخيرات، ومن ثمرات التوكل على الله ما يلي: 

كيفيةالتوكل على الله حق توكله

إن التوكل على الله هو لُب العبادة، وإذا ثبت التوكل في قلب المؤمن كانت له آثار عظيمة، وقد كان هناك دلائل عديدة من السنة النبوية تشير إلى ذلك الأمر ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده فقال لي من يمنعك منى قال قلت الله. ثم قال فى الثانية من يمنعك منى قال قلت الله قال فشام السيف فها هو ذا جالس)، ، ولكن  كيف نحقق التوكل على الله ؟، يمكن الإجابة على هذا السؤال بأن التوكل له ركنان أساسيان لتحقيقه وهما: 

الركن الأول الأخذ بالأسباب

إن الأخذ بالأسباب، يشير إلى أن الشخص إذا أراد النجاح في الدراسة فلا بد أولًا أن يُذاكر، وإذا كان يريد السفر فيجب أن يستعدَّ للسفر، وإذا أراد الشفاء من عند الله عز وجل من أي مرضٍ من الأمراض فعليه أن يذهب إلى الطبيب ويأخذ العلاج.

ولكن كل هذا يجب أن يكون مصاحبًا بالاعتقاد أن تلك المسببات وحدها لا يمكنها أن تنجح، بل أنها عبارة عن وسائل تصل إلى مشيئة الله تعالى، فإذا تم تناول المريض للدواء مع عدم اعتقاده بأن الشفاء ليس في الدواء، بينما أنه مجرد وسيلة للشفاء، وأن الله عز وجل قادرًا على أن يشفيه عن طريق الدواء أو بغيره.

وما يؤكد هذا هو أن العديد من الناس يمرضون ثم يدعون الله تعالى فيشفيهم من غير دواء، وقد أمر الله عباده بالأخذ بالأسباب كما في كلامه تعالى عن ذي القرنين (فأتْبعَ سببًا) [الكهف: الآية 85].

الركن الثاني التوجه بالدعاء إلى الله

الركن الثاني في تحقيق التوكل على الله يكون عن طريق الاتجاه إلى الله تعالى ودعوته بكل ما يريده الداعي مع التأكيد على أن يقدر الله الخير أينما كان، فعند تناول الدواء يتم القول: (اللهم اشفني) ويجب أن يكون هناك اعتقاد ويقين تام بأن الشافي الأساسي هو الله وليس الدواء، وإنما الدواء ليس إلا سبب للشفاء.

كذلك يجب أن يكون إحسان الظن بالله تعالى موجودًا بعد الأخذ بالأسباب والتوجه بالدعاء، إذ أن الله يكون عند ظن عباده به، وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، وهذه هي حقائق التوكل على الله.

أجمل ما قيل عنالتوكل على الله

لقد تحدث الكثير عن التوكل على الله وآثاره في الحياة بكافة مجالاتها، ومن أفضل ما قيل في التوكل على لسان الشافعي رحمه الله ما يلي:

توكلت في رزقي على الله خالقي                     وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليس يفوتني                     ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله                        ولو لم يكن منى اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة              وقد قسم الرحمن رزق الخلائق