التعامل مع سن المراهقة ، يتوجب علينا معرفة أن فترة المراهقة في علم النفس تعد مرحلة الاقتراب من النضج النفسي و الجسدي و العقلي للفرد و ذلك لأن النضج الكامل يحتاج إلى مدة قد تصل إلى عشر سنوات من عمر الإنسان.
في هذا الموضوع سأقدم لك بعض النقاط التي يتوجب على أولياء الأمور أو كل من يتعامل مع المراهق أخذها بعين الاعتبار ، و ذلك لمساعدته على بلوغ النضج الكامل بشكل سليم و بدون مشاكل.
أقدم لك في ما يلي ، المراحل التي تمر منها المراهقة و ذلك بغية فهم و إدراك المتغيرات الجسمانية و النفسية التي تطرأ على المراهق.
قبل تعلم كيفية التعامل مع سن المراهقة يتوجب علينا في البداية معرفة مراحل المراهقة:
المرحلة الأولى:تمتد من سن 11 سنة إلى غاية 14 سنة ، و ما يميز هذه الفترة هو التغيرات البيولوجية (الجسدية) السريعة التي تظهر على الطفل.
المرحلة الوسطى:تمتد من سن 14 سنة إلى غاية 18 سنة ، و في هذه الفترة تكتمل كل التغييرات البيولوجية (الجسدية).
المرحلة المتأخرة:تمتد من سن 18 سنة إلى غاية 21 سنة ، و تجعل الفرد يكتمل نموه ليصبح راشدا جسديا و فكريا.
الآن سوف أقدم لك مجموع من الطرق العملية و المجربة ، و التي من شأنها المساعدة على التعامل السليم مع المراهق.
لا تنسى التعبير عن إعجابك و تقديرك للمراهق
في العادة يلجأ الناس إلى تأنيب المراهق عن الأخطاء التي يرتكبها ، و يتناسون الأشياء الجيدة التي ينجزها ، لأنهم يرون بأن هذه الأفعال الجيدة مفروغ منها و لا داعي للوقوف عندها. هنا ، يتوجب عليك خلق توازن بين المحاسبة على الأخطاء و التعبير عن الإعجاب و ذلك لمنح المراهق الثقة بالنفس و ابعاد الأفكار السلبية عنه ، كاعتقاده مثلا بأنه مكروه و غير مرغوب
التعامل مع سن المراهقة بالشكل الجيد يحتم على اولي الأمر أن لا يهدد المراهق بعقوبة لا يتم تنفيذها ، لأن ذلك يعد كارثة بكل المقاييس بالنسبة لتربية المراهق ، فمع تكرار هذا الأمر يصبح المراهق غير مبال و يزيد من تهوره و أخطائه لأنه يعلم بأنه لن يتعرض للعقاب على أفعاله.
تجنب الضرب و الصراخ و العصبية و إهانة المراهق ، يمكنك اللجوء إلى تطبيق عقوبات قصيرة الأمد لمدة يوم أو يومين ، نذكر البعض منها:
حرمان المراهق من شيء يحبه مثل أجهزة إلكترونية لا يستطيع مقاومتها.
حرمانه من الخروج مع أصدقائه المفضلين.
معاقبته بالمقاطعة ، كأن يبقى حبيس بيته و لا يتحدث إليه أي فرد من أفراد الأسرة ، هذا الأمر من شأنه مساعدته على التفكير في ما فعله و محاسبة ذاته.
إرغامه على القيام بأعمال لا يحبها.
للتعامل مع سن المراهقة ، يتوجب على الأهل احترام خصوصية أبنائهم و استقلاليتهم ، و لكن في نفس الوقت يجب اللجوء إلى أسلوب الحوار مع المراهق و ذلك لتبيان و توضيح مجموعة من القواعد التي يتعين على المراهق احترامها ، لأنه في أغلب الأحيان يتم تأنيب و معاقبة المراهق على أشياء و أفعال لم يكن يعلم بأنها محظورة أو غير مناسبة ، كأن يعاقب المراهق على دخوله إلى المنزل بعد الساعة العاشرة ليلا و هو لم يسمع من والديه بأن هذا الأمر مرفوض.
لا تتسرع في الانفعال و كن حكيما أثناء قيامك بحل مشكلة ترتبط بالمراهق ، فكلما كنت أقل انفعالا و أكثر هدوء كلما استطعت التعامل بحكمة مع أي موقف.
عندما يحاول المراهق التعبير عن نفسه أو تبرير مواقفه أو الافتخار بأي شيء مهما كان تافها من وجهة نظرك ، فعليك الاستماع إليه بكل انتباه ، حتى لا يشعر بأنه منبوذ ، و حتى تساعده على التقرب منك أكثر فأكثر ، لأن المراهق يفضل التقرب و الاطمئنان إلى من يستمع إليه و يقدره.
إذا تسبب المراهق في مشكلة أو ارتكب سلوكا خاطئا فما عليك سوى التركيز على المشكلة فقط ، و لا تحاول التعميم و الانتقاص من قدر المراهق عموما كأن تقول له مثلا: “أنت دائما هكذا” أو “كل تصرفاتك و أفعالك سيئة” أو غيرها من التعبيرات.
لابد من الموازنة بين الحرية و الانضباط ، فالتركيز فقط على الانضباط يكون بمثابة الضغط الذي يؤدي إلى تمرد المراهق و عدم رغبته في التقيد بالتعليمات الصارمة ، في حين الإفراط في الحرية خشية غضب المراهق ، تجعله يتمادى في سلوكه و يصبح متهورا أكثر فأكثر.
من المفيد جدا تعليم و تعويد المراهق على تحمل المسؤولية ، فهذا الأمر يعزز الثقة بالنفس لدى المراهق و يجعله يميل للتقرب منك و الثقة فيك.
حاول الاجابة عن كل أسئلة المراهق حتى لو كانت تافهة من وجهة نظرك، و لا تحاول الانتقاص من قدر المراهق و الاستخفاف به لمجرد طرح سؤال مهما كان.
كن على علم بأخلاق أصدقاء المراهق ، آخذا بعين الاعتبار بأن الأصدقاء لهم تأثير مهم في بناء شخصية الفرد ، فكلما كان سلوك الأصدقاء جيدا كلما انعكس ذلك على سلوك المراهق.
شجع المراهق على تطوير هوايته المفضلة ، التي من شأنها المساهمة بشكل فعال في تقوية شخصيته.
شجع المراهق على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها و ذلك لما لها من آثار إيجابية في تخليص المراهق من الطاقة السلبية و مساعدته على السيطرة على غضبه و اندفاعه.
حاول أن تكون تصرفاتك و أفعالك حسنة حتى تتمكن من إقناع المراهق بفعل الشيء نفسه ، فمن غير المعقول أن تحذر المرهق من أضرار التدخين و هو يراك لا تكف عن تدخين السجائر.
من غير المعقول أن تخاطب المراهق كما تفعل مع الأطفال ، لأن ذلك سوف يجعله يتمرد و يثور عليه تحت حجة أنه قد كبر و لم يعد طفلا.
من المفيد جدا الاستعداد لمرحلة المراهقة عن طريق قراءة الكتب المتخصصة في علوم التربية ، لأن ذلك يحميك من ارتكاب الأخطاء التي يكون لها أثار وخيمة في تربية المراهق.
لكل الشباب ، يمكنكم مشاركة هذا الموضوع مع الآباء و الأمهات و أولياء الأمور و كل الراشدين الذين يتعاملون مع المراهقين ، و ذلك بنية مساعدتهم على تبني أسلوب سليم في التعامل و التربية.
وفقك الله لما فيه الخير.