صفات الشخصية الحدية ويعد مرض الشخصية الحدية من أصعب أمراض الصحة العقلية، وفي بعض الأحيان يخلط الناس بينه وبين اضطراب ثنائي القطب، خاصة وأن هناك تشابه كبير في صفاتهم وفي التقلبات المزاجية الحادية، وهناك العديد من المعلومات الخاطئة التي تنتشر عن صفات الشخصية الحدية وهو ما سوف نوضحه في ذلك الموضوع.
هناك العديد من المعتقدات الخاطئة التي يظنها الناس عن صفات الشخصية الحدية وهي كما يلي..
يعتبر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من أكثر الشخصيات الحساسة التي تتأثر بسرعة، كما أن مشاعرهم تتطور بسرعة، كما أنهم يغضبون بسرعة ويعبرون عن هذا الغضب لكنهم لا يؤذون أحد سوى أنفسهم، ومشاعرهم تدفهم لكي يقوموا بإيذاء أنفسهم كالتهديد بالانتحار، أو جرح أنفسهم.
ومشاعرهم في بعض الأحيان تدفعهم بأن يقوموا ببعض التصرفات المتهورة الغير محسوبة ودون تفكير، وهذا ما قد يزعج المحيطين بهم وهذا ما يدفع البعض لتفسير ذلك على أنه عدم قدرة الشخص المريض على التحكم في نفسه وعدم قدرته على ضبط النفس لكن مشاعرهم عندما تطغى ربما يستخدموا طرق غير فعالة لضبطها.
ساد الاعتقاد لسنوات طويلة بأن مرض اضطراب الشخصية الحدية يصيب النساء بشكل أكثر من الرجال، لكن أثبتت الدراسات بأن هذا الاضطراب يصيب الرجال والنساء على حد سواء، لكن لم يكن يتم تشخيصه لدى الرجال بسبب الفكرة السائة بأن المرض لا يصيبهم، بالإضافة إلى أن الأعراض تظهر لدى الرجال بشكل مختلف عن النساء.
يعاني المرضى المصابون باضطراب الشخصية الحدية من ألم داخلي شديد، والآخرون لا يرون عذابه، ومن الطبيعي أن يظل المريض يبحث عن علاج يخفف له من آلامه، وتحاول المستشفيات أن تساعدهم خاصة مع احتياجهم لمكان آمن، خاصة إن كانت رغبتهم مرتفعة في إيذاء أنفسهم أو كانت تراودهم أفكار انتحارية، ففي تلك الحالة لن يكون هناك مكان مناسب سوى المستشفى وهذا بالطبع لم يعد تهربًا من تحمل مسؤوليتهم.
يعد الإيذاء العاطفي من وسائل تخفيف الألم العاطفي لديهم، حيث يشعر الفرد المصاب باضطراب الشخصية الحدية بذلك وتكن تلك الطريقة التي يعبرون بها عن ألمهم، ورغبتهم في طلب المساعدة من الآخرين تقل خاصة وأنهم يشعرون بالخجل، لذلك يقومون بإيذاء أنفسهم أو إخفاء الأمر تمامًا عن الآخرين.
كان من الصعب علاج اضطراب الشخصية الحدية في الماضي، لكن مؤخرًا تم تطوير علاجات فعالة، حيث تمكن العلاج السلوكي المعرفي من مساعدة الكثيرين وأدى إلى تحسن حالتهم الصحية مع مرور الوقت.
من الوارد أن سوء المعاملة تؤدي لإصابة الأفراد باضطراب الشخصية الحدية، لكن المرض تم تشيخصه لدى أشخاص لم يتعرضوا للأذى كما أنهم نشأوا في اسر داعمة لهم.
أشارت العديد من الأدلة العلمية الحديثة إلى امكانية تشخيص اضطراب الشخصية الحدية لدى المراهقين، بشكل فعال وموثوق، وهو الأمر الذي كان يصعب حدوثه في الماضي.
كغيره من حالات واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، لم يعد معروف حتى الآن الأسباب وراء اصابة الشخص باضطراب الشخصية الحدية، وربما يرتبط الضطراب الشخصية الحدية للعوامل البيئية أو تاريخ إساءة أو إهمال معاملة الأطفال أو بعض العوامل التالية..
الوراثة: تشير بعض الدراسات إلى أن اضطرابات الشخصية قد تعود لعامل الوراثة أو ربما مرتبطة بتواجد هذا الاضطراب لدى فرد من أفراد الأسرة.
الاضطرابات الدماغية: أظهرت أبحاث عديدة وجود تغييرات في مناطق معينة بالدماغ تعلق بتنظيم العدوانية والعاطفة والاندفاعية، وربما لا تعمل بعض المواد الكيميائية في المخ بشكل صحيح، والتي من شأن هذه المواد أن تساعد على تنظيم الحالة المزاجية، ومن هذه المواد الكيميائية “مادة السيروتونين”
هناك بعض العوامل التي تتعلق بتطور الشخصية قد تزيد من خطورة الإصابة باضطراب الشخصية الحدية وهي..