مرض اضطراب الشخصية الحدية ويعد مرض الشخصية الحدية من أصعب أمراض الصحة العقلية، حيث يعاني مريض الشخصية الحدية من حدة المشاعر وتقلبات مزاجية، وليس من الأمر السهل على الإطلاق التعايش مع هذا المرض، فالمشاعر القوية المتقلبة كاليأس والغضب والحزن والوحدة تؤثر على المريض وتسبب له شعور بالانزعاج والألم بالإضافة إلى التقلبات المزاجية الحادة، كما أن المريض لا يلاحظ تأثير تصرفاته على الآخرين، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن كيفية التعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية وتقلباته إذا كان لديك شخص مقرب منك مصاب به.
اضطراب من الاضطرابات العقلية، وينمي أيضًا لمجموعة الأمراض العقلية ويتميز بوجود نمط ثابت من الشعور والتفكير والتفاعل مع الآخرين والعالم وهو ما يؤدي لمشاكل كبيرة.
مريض اضطراب الشخصية الحدية لكي يحاول أن يفهم كيف يشعر المقربين بطبيعة مرضه يبذل الكثير من الجهد، وذلك بسبب سلوكياته الخطرة وتقلباته المزاجية.
ومن لديه صديق أو شخص بعائلته مصاب باضطراب الشخصية الحدية فأنه يصبح عالقًا في حرب لا تنتهي، حيث ستراودك مشاعر القلق عليه من أن يؤذي نفسه، كما يتطلب التعامل مع الشخصية الحدية قدرة كيرة على التعامل مع الأزمات، ومساعدة المريض على تعزيز قدرته على الاستقلال، كما يمكنك مساعدة على ذلك، وحدة الأعراض وصعوبتها تزيد كثيرًا من صعوبة التعامل مع المرض، ومن تلك الأعراض..
يعد العلاج النفسي من أهم وسائل علاج المرض، فهو يساعد المريض على أن يتعامل مع عواطفه ويحد من اتخاذ القرارت في أوقات الاندفاع والانفعال، بالإضافة لتحسين أدائه اليومي، وذلك مع الأدوية التي تعالج أعراض المرض مثل مضادات القلق والاكتئاب.
ومرضى هذا الاضطراب بحاجة للهدوء والراحة في المنزل، لذلك يجب على أفراد أسرته والمقربين منه وأصدقائه أن يفهموا طبيعة مرضه، وردة فعله تجاه الأزمات، ولا يفقدون أعصابهم خلال التعامل معه، كما يجب ألا يتحدثون عن المرض، بل يمكنهم أن يحاولوا التخطيط لأنشطة ممتعة وعائلية، مثل السفر معًا أو مشاهدة فيلم مفضل على العشاء، كما يمكن للمريض أن يطور من نفسه للأفضل.
عندما يعاني الشخص المريض من تقلبات المزاج ويغضب عليك ربما يوجه لك العديد من الإهانات، ومن الطبيعي أن تدافع عن نفسك، لكن هنا يجب أن تتذكر أن مشكلته مع نفسه قبل أن تكون معك، كما أنه لا يستطيع التعرف على كيفية رؤيته للأمور فما تراه كارثة ويعتبره مسألة حياة أو موت ربما بالنسبة إليك يكن أمر ثانوي.
وعندما ينقلب مزاجهم بهذا الشكل يجب عليك أن تستمتع لهم دون مقاطعة أو نقد حجتهم، فالجدل والصراع ربما يؤدي لزيادة الأزمة كما يمكنك أن تعتذر لهم وتنسحب من النقاش، أما إذا فقدت أعصابك يكن الوقت قد حان لكي تتوقف عن الكلام كي يهدأ حديثكما ثم بعد ذلك تستأنف معه الحديث.
يجب أن تكون مدركًا للإشارت التي تدل على أن المريض يمكن أن يؤذي نفسه، مثل خدوش صغيرة على الجلد أو آثار لجروح، أو عزل نفسه عن الآخرين أو قلة تناوله للطعام، فكل هذه التصرفات يقوم بها الشخص المريض لأنه لا يستطيع التعبير عن مشاعره بالحديث، ويجب الانتباه لتلك الأعراض لأنها قد تتطور لمحاولة انتحار.
ولا تحدثه مباشرة إذا كنت تخشى عليه من إيذاء النفس أو الانتحار، بل اجعله أن يتحدث ويعبر عن مشاعره ونفسه، كما يجب عليك أن تتعامل بجدية مع كل تهديداته بالانتحار، مهما شعرت أنها لجذب الانتباه.
قد تفجر التقلبات المزاجية العديد من الصراعات وتزيد من صعوبة التواصل مع المريض، لذلك إذا أردت أن تتواصل معه فإليك هذه النصائح..
يمكنك أن تشجعه على الحديث والتعبير عن مشاعره، من خلال توجيه أسئلة مفتوحة إليه مثل “لماذا شعرت بالضيق؟”، “ما الذي حدث معك اليوم؟”.
حتى وإن كنت لا توافقه يجب عليك أن تستمع له جيدًا، وتلخص حديثه لك لكي يعلم أنك تتابعه باهتمام، فمثلاً لو كنت تعرف شخصًا يعاني من هذا المرض وأخبرك انه يري انك تهتم بغيره دائمًا وتهمله، وبدلاً من أن تعترض على كلامه وتتحول المناقشة بينكما لصراع قل له: “هل تظن أنني أفضل شخص آخر عليك”، فذلك الأسلوب سوف يشجعه على التحدث.
من الأمور المرهقة خاصة على المستوى العاطفي ان يكون لديك شخص من عائلتك مصاب بالشخصية الحدية خاصة وأن المريض يعاني من قلة التعاطف ولا يستطيع الشعور بالآخرين، وذلك نتيجة تقلباته المزاجية وتصرفاه وتهديداته بإيذاء نفسه والانتحار، لذلك فأنت بحاجة للاهتمام بنفسك والقيام بالأنشطة الترفيهية، وقضاء وقت ممتع مع أصدقائك، وتعبر عما تمر به للمقربين منك كي لا تتراكم الضغوط عليك.
في حالة علاج الأمراض التي تتعلق بالصحة العقلية لن يؤدي العلاج للشفاء التام بل سوف تقل الأعراض، ويمكن للمريض أن يسيطر عليها، وسوف تقل التقلبات المزاجية والانفجارات العاطفية وتهديدات الانتحار، كما يستطيع المريض أن يتعامل معها بدعم وتشجيع أسرته.