منتدى جنتنا
موضوع بعنوان :رواية سجينة قلبه
الكاتب :زهرة الصبار


t22091_6704
أميرة*فتاة بدينة أهانها حبيبها فى أنوثتها وسافر بعيدا..ليتحطم قلبها وتقسم على نسيانه ولكن ها هو يعود إليها يطالب بقلبها فهل يقف كبرياؤها دون الرجوع اليه أم تظل سجينة قلبه؟
آوس*قتلوا زوجته أمام عينيه..فقرر الانتقام ..بخطف ابنة القاتل وجعلها سجينة له..حتى يأتى أبيها ويقتلها أمام عينيه..فما الذى سيحدث عندما تتحول سجينة بيته الى سجينة قلبه؟
مجموعة من قصص الحب تجمعها قصة واحدة ..كل بطل فيها أقسم ألا يخرج محبوبته من سجن قلبه مهما حدث.. والبطلة فيها دائما ما تخضع لتصبح فى النهاية.....سجينة قلبه
شخصيات الرواية

(عائلة الرفاعى)
أمجد الرفاعى:أرمل ولديه ابن..قصى..تزوج بسعاد بعد وفاة زوجته
سعاد:أرملة ولديها ابنة..أميرة..تزوجت بأمجد بعد وفاة زوجها
قصى:شاب وسيم..ذو عينين رماديتين وجسد رياضى
أميرة:فتاة لايميزها سوى عينين زيتونتين..تعشق قصى
جاسر:ابن عم أميرة..شاب وسيم ..ذو عينين عسليتين ويرتدى نظارة طبية.

(عائلة النيلى)
آوس النيلى:شاب قتلت زوجته بين يديه فأقسم أن ينتقم ممن تسبب فى موتها
رقية النيلى:أخته من أم ثانية..فتاة جميلة ذات عينين خضراوتين وشعر أصفر قصير وناعم..قصيرة القامة
غادة النيلى:فتاة جميلة عيونها عسلية وشعرها بنى ناعم..أخت آوس و رقية من أم ثالثة..تبحث عنهم بعد ان علمت بوجودهم من خلال وصية أباها بعد موته
حور:فتاة رائعة الجمال..عيونها زرقاء..وشعرها حالك السواد وناعم كالحرير..ابنة ألد أعداء آوس
طارق:صديق آوس ذو عينين عسليتين وجسد رياضى رشيق..يعشق رقية بجنون.
فصول رواية سجينة قلبه
رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الأول

كان آوس يتأمل تلك الفتاة الجميلة ذات البشرة السمراء، والعينين العسليتين الجذابتين فى تلك الصورة التى يحملها بيده بعينين يملؤهما الحنين وهو يقول فى همس حزين:
وحشتينى أوى ياحنان
لمس وجهها فى الصورة بيده الحرة قائلا:
وحشتنى ضحكتك، ووحشنى كلامك
تلألأت الدموع فى عينيه وهو يستطرد قائلا:.

فاكرة لما قلتيلى مفيش حاجة ممكن تفرقنا، كان عندك حق، حتى الموت مقدرش يفرقنا عن بعض، كل ذكرى لينا ساكنة جوايا، ملامحك مبتفارقش خيالى، بشوفك فى كل مكان ياحبيبتى، حتى فى وش ابننا أسامة، بقى شبهك اوى ياحنان، ما أخدش منك بس الملامح، أخد كمان روحك وطبعك
وابتسم فى حزن قائلا:
وخصوصا لماضتك
وسرح بنظره قائلا:
كان نفسى تكونى معانا وتشوفى اد ايه كبر واد ايه بيحبك
ثم عاد بنظره للصورة وهو يستطرد قائلا:.

كل يوم بيقعدنى جنبه احكيله حكاية عنك، حكيتله كل حاجة ياحنان، عن شكلك وطبعك، واول مرة اتقابلنا فيها وازاى حبينا بعض واتجوزنا، الحاجة الوحيدة اللى مقدرتش احكيهاله هى ازاى روحتى منى ياحنان..
تلألأت الدموع فى عينيه وهو يستطرد قائلا:.

مقدرتش اقوله ان موتك كان غدر، وان آخر انفاسك كانت بين ايديه، وان سبب موتك كان جوز عمتك، بطلقة غدر قتلك لما اكتشفتى سرقته لفلوس عمتك، تعرفى هقوله امتى؟لما اقدر آخد بتارك ياحنان
مسح دمعة حزينة فرت من عينيه وظهر التصميم فى عينيه وهو يقول:.

واليوم ده قرب اوى ياحبيبتى، وعشان كدة قدرت انهاردة اكلمك من تانى، مكنتش عارف احط عينى فى عينك وانا مش عارف هاخد تارك امتى و ازاى، كنت مستنى بنته لما ترجع من السفر واهى خلاص راجعة بكرة من امريكا، هاخدها م المطار على انى سواق باباها، هخطفها و اجيب باباها لحد عندى وهخليه يترجانى عشان اسيبها تعيش، و بعدين هقتلها ادامه واحرق قلبه عليها زى ما حرق قلبى عليكى، مش كدة وبس هقتله بايدى عشان احس بالراحة، ساعتها بس هقدر اقف ادام اسامة واقوله الحقيقة، النهاية خلاص قربت ياحنان، اوعدك ياحبيبتى.

قبل صورتها ثم وضعها فى جيبه مرة اخرى وتوجه الى خارج حجرته التى جمعته يوما بحبيبته، كاد ان يغادر عندما سمع صوتا صغيرا يناديه قائلا:
بابا
التفت ينظر الى ابنه أسامة فى حنان وهو يقول:
ايه اللى صحاك ياأسامة؟
اقترب الصغير منه وهو يتثاءب قائلا:
كنت عايز أشرب يابابا
أمسك آوس صغيره وذهب به الى البراد وأخرج زجاجة المياه ليفرغ بعضا منها فى الكوب، ثم منحه اياه، شرب الصغير ليمسك آوس منه الكوب ووضعه على الطاولة.

اخذ بيد أسامة واتجه به الى حجرته حيث وضعه بسريره ودثره جيدا قائلا:
نام كويس ياأسامة
قال أسامة بعد ان تثاءب:
انت خارج يابابا؟
ابتسم آوس فى حنان وهو يمرر يده على وجنة صغيره قائلا:
مشوار مهم يا أس أس ومش هتأخر، عمتك رقية على وصول، هتقعد معانا اليومين الجايين دول
ظهرت الفرحة فى عين أسامة وتطاير النوم من عينيه وهو يقول:
بجد يابابا، عمتى روكا هتقعد معانا؟
ابتسم آوس قائلا:
فرحان ياحبيبى؟
قال أسامة:.

طبعا يابابا، روكا بتعملى الاكل اللى بحبه وبتلعب معايا كمان، بس فيه حاجة محيرانى يابابا
قال آوس فى تساؤل:
ايه هى ياحبيبى؟
قال أسامة:
هى ليه مامة عمتى روكا اسمها سوزى وانت مامتك اسمها منال، هو مش انتوا اخوات؟
مد آوس يده ليعبث بمقدمة شعر أسامة قائلا:
آه ياحبيبى اخوات بس من الأب بس، جدك لما سافر أمريكا بعد ما تيتة منال ماتت شاف طنط سوزى وحبها واتجوزها وجاب منها روقية، فهمت ياحبيبى.

أومأ أسامة برأسه ثم تثاءب فقبله آوس فى جبهته قائلا:
أسيبك تنام ياأسامة، تصبح على خير
قال أسامة:
تلاقى الخير يابابا
ابتسم آوس فى حنان والتفت مغادر الحجرة حين تناهى الى مسامعه صوت جرس الباب فذهب ليفتحه ليجد فتاة بيضاء عيونها خضراء قصيرة القامة يحيط وجهها الجميل شعر اصفر قصير وناعم، تبتسم فى مرح قائلة:
اتأخرت عليكم؟
ابتسم آوس قائلا:
انا كنت لسة هتصل بيكى، انتى اتأخرتى فعلا، ايه اللى أخرك؟
قالت فى مزاح:.

انت هتسيبنى واقفة ع السلم، دخلنى طيب الاول آخد نفس واشرب عصير وأحكيلك العربية عملت فية ايه
أدخلها قائلا:
لما ارجع بقى تبقى تحكيلى، عندى مشوار مهم واتأخرت عليه، سلام
نظرت اليه فى دهشة وهو يغادر ويغلق الباب خلفه ثم مالبثت ان ابتسمت قائلة وهى تهز رأسها:
مجنون.

نظرت اميرة الى صورتها فى المرآه تتأمل نفسها بثقة، من يراها الآن لايصدق انها نفس الفتاة التى كانتها منذ خمس سنوات، رجعت بذاكرتها الى ابعد من تلك السنين الخمس، الى احدى عشر سنة على وجه التحديد، كانت وقتها فى عمر العاشرة عندما تزوجت والدتها بأمجد الرفاعى، ذلك الأب الحنون الذى احتواها منذ اول يوم دلف فيه الى حياة والدتها، كان لها ابا عوضها غياب والدها الذى توفى فى حادث اليم وهى بعمر الثالثة، لم توافق والدتها سعاد على الزواج مرة اخرى رغم ضغوط الاهل حتى قابلت أمجد، ذلك الأرمل الذى ظل على ذكرى زوجته المتوفاة، لم يكن معه سوى ولده قصى ذى الاثنى عشر ربيعا، ورغم حاجته لزوجة تساعده فى ترببة ولده الا انه ظل وفيا للذكرى أربعة سنوات كاملة حتى قابل سعاد ووقعا بالحب، وتزوجا، كره قصى وجود سعاد منذ الوهلة الاولى ولكن استطاعت سعاد بحنانها وفطنتها ان تحتوى غضب قصى وتحول كرهه لها الى حب.

واصبحت اميرة اختا له، اتسعت ابتسامتها الساخرة، وهى تتذكر ان مشاعر الاخوة كانت من جهته فقط، انا هى فقد وقعت فى غرامه منذ اللحظة الاولى لدلوفها الى منزله، فهى تلك الفتاة البدينة والتى لايميزها سوى عينين زيتونيتين رائعتين وشعر قصير ناعم اما هو ففتى احلامها بعينيه الرماديتين.

وجسده الرياضى، كانت تتبعه مثل ظله، وكان يغدق عليها من حنانه، سنوات وسنوات، حتى كان ذلك اليوم الذى غير حياتهم للأبد، كان يوم عيد ميلاد قصى الثانى والعشرون، وكانت هى حزينة للغاية لان قصى سوف يسافر فى اليوم التالى الى امريكا ليتابع اعمال ابيه هناك، وسيغيب سنة كاملة، كانت تلك هى المرة الاولى منذ عرفها قصى التى يبتعد فيها عنها، وفى وسط الاحتفال لاحظ قصى شرودها وحزنها ولجوئها للجلوس بمكان بعيد فى الحديقة، اقترب منها وقال فى مرح:.

مش عوايدك يعنى، انا قلت هلاقيكى فى نص البوفيه كالعادة
ابتسمت بحزن قائلة:
مليش نفس ياقصى، يمكن عشان دى اول مرة هتبعد عنى، قصدى، عننا كلنا
ربت ربتة خفيفة على رأسها وهو يقول فى مرح:
وهو انتى هتغلبى، هتزنى عليهم وألاقيكى جايالى معاهم امريكا، ده انتى تاخدى بطولة الجمهورية فى الزن، وبابا مبيرفضلكيش طلب
ابتسمت فى مرح قائلة:
انا آخد بطولة الجمهورية فى الزن!طب امشى ياقصى مش عايزة اشوف وشك السنة دى كلها.

ضحك فى مرح وهو يقول مبتعدا ومتجها الى أصحابه:
متقدريش
تابعته بعينيها وهى تقول فى همس:
هتوحشنى ياقصى.

انتهى الحفل لتصعد هى الى حجرتها تدور وتدور فى انحاء الغرفة يقتلها اشتياقها اليه وهو لم يغادر بعد، سقطت دموعها تبكى حالها فى بعده، ثم فجأة لمعت عيناها بفكرة، ربما هى فكرة مجنونة ولكن ليس امامها سوى تنفيذها، ستذهب اليه وتعترف له بمشاعرها، ربما هذا فقط ما يحتاجه ليعبر عن مشاعره تجاهها، ربما اعترف لها بحبه وطلب يدها لتتزوجه وتسافر معه، كم كانت ساذجة، عندما قامت بتنفيذ فكرتها، اتجهت وقتها الى غرفته وطرقت الباب وما ان سمعت صوته يطلب من الطارق الدخول حتى اندفعت الى الداخل وهى تمحى ترددها لتجد قصى ينظر لها بدهشة قائلا:.

أميرة، فيه حاجة؟
ترددت اميرة فى الكلام قائلة وهى تقترب منه:
أصل، هو، بصراحة، انا بحبك اوى ياقصى
لتقبله باندفاع وجرأة لم تعهدها ابدا فى نفسها، تكاد تقسم انها احست به يبادلها قبلتها المتهورة لثوان الا انها كذبت احساسها وايقنت انها اوهامها عندما دفعها للخلف بعنف وهو يقول غاضبا:
انتى اتجننتى؟
نظرت الى الارض فى خجل قائلة:
أنا، أنا..
امسك ذقنها بيده فى عنف ليرفع وجهها اليه فتقابلت عيناهما ليقول هو فى صرامة:.

انتى ازاى تعملى كدة؟حتى لو بتحبينى زى ما بتقولى ودى حاجة اصلا انا مش ممكن هصدقها لانك طفلة و متعرفش يعنى ايه حب..
قاطعته قائلة وهى تنظر الى عينيه فى الم:
انا مش طفلة وبحبك ياقصى
شعرت بعينيه تختلجان بمشاعر ودت لو صدقتها، ولكنها مالبثت وان ايقنت انها فقط اوهامها مرة ثانية عندما تحولت عينيه الى قطعتى جليد وهو يقول فى برود:
ومين قالك انى ممكن احب واحدة زيك؟
ثم اشار اليها وهو يستطرد قائلا:.

انتى مش شايفة نفسك ولا ايه؟تفتكرى انا ممكن احب واحدة بالمنظر ده، فوقى واعرفى انتى ايه وانا ايه!
ترقرقت الدموع فى عينيها وهى تشعر باهانته التى دمرت قلبها الى اشلاء
نظرت اليه فى صدمة ولكنها ما لبثت ان تداركت نفسها ولملمت أشلاء قلبها وهى تنظر اليه قائلة فى كبرياء:
انهاردة بس عرفت انا مين وانت مين ياقصى، انا يمكن منظرى مش عاجبك، بس ده..
واشارت الى قلبه وهى تستطرد قائلة:
ده اللى مبقاش عاجبنى.

كانت ملامحه باردة وهو ينظر اليها ولكنها شعرت بتأثره بكلماتها من خلال اختلاجة فكه، ولكنها لم تهتم، ألقت عليه نظرة اخيرة قائلة فى سخرية:
تسافر وترجع بالسلامة ياقصى يارفاعى
وانطلقت مغادرة الحجرةبسرعة حتى دلفت الى حجرتها واغلقت بابها لتستند عليه، وهى تسمح لدموعها بالسقوط قهرا لتنعى حبها الذى وأدته منذ لحظات فى قلبها، وظلت تبكى حتى غلبها النوم، وفى الصباح سافر قصى دون ان تودعه.

قررت اميرة ان تطوى صفحته للأبد، وان تجعل من نفسها امرأة جديدة، حتى تعود اليها ثقتها بنفسها وبالفعل اشتركت بالنادى واتبعت حمية ومرت سنة كاملة لتتغير فيها اميرة كلية، وتتحول لامرأة رائعة الجمال، لم يعد قصى، بل ظل غائبا يتابع اعمال ابيه بالخارج، وذهب اليه كلا من أمجد وسعاد فى الاجازة وتحججت اميرة لعدم ذهابها بانشغالها فى مشروعها الذى أنشأته مع ابن عمها جاسر الى جانب دراستها، فقد دخلت كلية الفنون التطبيقية وتخرجت منها لتصبح مصممة ازياء وصاحبة دار أزياء الأميرة، وقد ذاع صيت الشركة فى تلك السنوات الخمس، وكانت اميرة سعيدة للغاية فى حياتها، حتى جاءها الخبر الذى زلزل كيانها، قصى سيعود اليوم، أدركت بأنها ابدا لم تنساه كما توهمت، خاصة وقلبها يختلج لعودته فرحا، نفضت شعورها بقوة وهى تذكر نفسها باهانته لها لتقوى قلبها على مواجهته، أفاقت من ذكرياتها على صوت الزغاريد معلنة عودة الابن الغائب، توترت لثوان، ثم مالبثت ان تمالكت نفسها وتأملت صورتها للمرة الأخيرة فى المرآه برضى، وغمزت بعينيها، ثم غادرت الحجرة متجهة لأسفل لتواجه من كان يوما حبيبها.

اخلص ياطارق وابعتها
قال آوس تلك العبارة فى عصبية وهو يخاطب صديقه طارق عبر الهاتف ليرد عليه طارق قائلا:
افهمنى ياآوس، البنت شكلها برئ أوى مش زى ما كنا فاكرين، وبعدين جميلة اوى
قال آوس فى حدة:
قول بقى ان البت دى عجبتك
قال طارق فى عصبية:
عجبتنى ايه بس، ما انت عارف اللى فيها
قال آوس وهو يحاول ان يتمالك اعصابه:
خلاص ابعتلى الصورة اللى انت صورتهالها فى المطار، معتش وقت ياطارق الطيارة على وصول.

تنهد طارق قائلا:
حاضر ياآوس هبعتهالك، بس لآخر مرة بقولك البنت ملهاش ذنب فى اللى عملوا أبوها
قال آوس فى حدة:
وحنان كان ذنبها ايه لما بعت رجالته يقتلوها؟قولى كان ذنبها ايه؟
زفر طارق بقوة قائلا:
خلاص ياآوس، انا قلت اللى يخلص ضميرى وانت حر، هبعتهالك علطول.

أغلق آوس الهاتف ونظر اليه فى توتر وهو ينتظر ارسال طارق لصورة ابنة عدوه حتى رن الهاتف يعلن وصول الرسالة التى ينتظرها، جلس بلهفة ينتظر حتى تم تحميل الصورة وما ان فتحها حتى فغر فاهه وهو يتأمل تلك الصورة فى دهشة، كانت الصورة لفتاة رائعة الجمال، عيونها زرقاء صافية كزرقة السماء، أنفها صغير وشفاهها كرزية اللون، شعرها حالك السواد ينساب فى نعومة ويحيط بوجهها الملائكى الجميل، حقا تشبه فى جمالها حور الجنة تماما كاسمها الذى يصفها (حور)، كم يليق بها، نفض افكاره بقوة وهو يتعجب منها، كيف يفكر بتلك الطريقة، هل شغله وجهها الجميل عن حقيقة كونها ابنة عدوه وانها السبيل الوحيد لتحقيق انتقامه من ذلك العقرب؟، قست نظراته وهو يهبط من السيارة متجها الى داخل المطار وقلبه وعقله يخططان للانتقام وبقوة..

وقف آوس يتأمل الخارجين من بوابة المطار بعيون متفحصة حتى وقعت على هدفه، لا يستطيع ان ينكر ان تلك الحور رائعة الجمال بل هى اجمل فتاة وقعت عليها عيناه، اجمل حتى من تلك الصورة التى بعثها اليه طارق، تحيط بها هالة من الجاذبية تسحر كل من يقابلها، نفض افكاره متجها اليها بخطوات حاسمة، حتى وقف امامها تماما، وهو يقول بحزم:
آنسة حور؟

رفعت حور عينيها اليه وتوقف الزمن للحظة، تسارعت دقات قلبها بشكل غريب، وتسائلت عن السبب، هل هى تلك العينان الجذابتان ام ذلك الصوت الرجولى العميق والذى نطق به اسمها، افاقت على صوته يقول مجددا:
حضرتك الآنسة حور؟
أومأت برأسها دون ان تنطق، لاتدرى اين اختفى صوتها، استطرد آوس قائلا:
انا حسن السواق اللى بعته الباشا والدك عشان يستقبلك
اتسعت عيناها دهشة وهى تقول:
السواق.

كان لصوتها العذب الرقيق تأثيرا قويا على آوس الذى صمت يتأملها للحظة قبل ان يفيق على صوتها وهى تقول:
انت حسن السواق؟
اومأ برأسه وهو يستعيد رباطة جأشه قائلا:
اكيد الباشا بلغك
اومأت برأسها قائلة باضطراب:
ماما قالتلى، بس متخيلتش ان حسن السواق يكون...
وصمتت فجأة لتعتلى وجنتها حمرة محببة جعلتها اكثر جمالا وبراءة، رفع حاجبه فى تسلية وقال فى هدوء:
يكون ايه؟

ازداد خجلها فنظر اليها يتأمل خجلها وكاد للحظة ان يتراجع عن خطته وهو يلاحظ برائتها الظاهرة لولا رنين هاتفه فاستأذن ليجيب محدثه الذى لم يكن سوى عزت، ذلك الرجل فى شركة سعيد والذى جنده ليعرف كل اخبار سعيد، يخبره ان سعيد يصفى أعماله بسرية تامة وانه سيسافر الى الخارج خلال ايام، اذا لا مجال لاعداد خطة اخرى، اغلق هاتفه فى هدوء ونظر الى حور التى قالت باضطراب:
مش يلا بينا؟

نظر اليها نظرة احتارت فى تفسيرها وهو يقول:
يلا بينا
تقدمته بخطوة ثم مالبثت ان توقفت قائلة وهى تلتفت اليه:
بالمناسبة ياحسن، انت عرفتنى ازاى؟
ابتسم بغموض قائلا:
من صورتك ياهانم
اومأت برأسها وهى تظن ان والدته من أرته صورتها وتقدمته مجددا، وهو يمشى خلفها قاتلا كل ذرة فى ضميره تخبره أن يتخلى عما خطط له طويلا للانتقام.
تااابع اسفل