منتدى جنتنا
موضوع بعنوان :رواية طغيان عاشق
الكاتب :زهرة الصبار
نظرت له بخوف و قالت حرام عليك ارحمني...
كان يجلس على الاريكه الجلدية الفارهة و التي تتوسط غرفته الواسعة و يضع قدم على الآخر و قال و هو ينفث دخان سجارته ببرود لا بصي يا حلوة فلوس و دفعت جواز و اتجوزتك و اظن انك متسويش حاجه فيلا بقا عشان نقضي ليلتنا مع بعض بدون صداع عشان لو مزاجي اتعكنن هوريكي اسود ليله في حياتك...،نظرت له ليل بيأس و ادمعت عينها بصمت...
نظر لها من اعلها إلى أسفلها و قال جهزي نفسك، قام جاسر و بدا بفك أزرار قميصه و القى به عليها، اتفزعت ليل و ارتجف قلبها من شده الخوف و هي تنظر له و الي عضلات جسده المنحوتة و التي تدل على قوته، نظر لها باشمئزاز و قال هتصوريني و لا إيه ما تنجزي...؟، بلبلت شفتها و قالت بصوت مرتجف اعمل ايه؟
-جلس مره أخرى و أشار على حذائه، فهمت ليل و نظرت له و قالت مبقلعش جزم انا.... و مبخافش غير من اللي خلقني و لو ابويا بعني ليك فأنا مش موافقه و عمري ما هوافق عليك انت مجرد انسان مريض بيستعمل فلوسه و سلطته غلط، قام جاسر مرة واحدة خليها ترتعش مكانها من الخوف، شدها من حجابها بقوة، و خلعه، و اتفردت شعرها و دفعها على الفراش و قال بصي يا بت انتي متسويش حاجه في سوق النسوان....
فصول رواية طغيان عاشق
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول
�
�انت تسير في ظلام الليل الدامس على شاطي البحر و كانت تنظر إلى امواجه، كم يبدو هادئ و مخيف في الليل و رائع بالنهار لم تعلم أن كانت تشبه حياتها بالبحر الذي يتقلب بين امواجه، اما بالليل الذي تعشقه و تعشق السير به كم تبدو الحياة متعبة بالنسبة لها فكانت تفكر في مشاكلها مع زوجه والدها و لسانها السليط التي لا ترحم و والدها الذي ينصاع إلى متطلبات زوجه دون الاستماع إلى ابنته، كانت تسير و يطير الهواء الرطب فستانها البسيط و حجابها الذي يغطي شعرها المتعرج الطويل و الذي يشبه البحر في أمواجه و الليل في سواده فهي كانت عائدة من عملها و قررت أن تحظى ببعض الهدوء قبل ذهابها إلى المنزل، و لكن لفت انتباها ذلك الجالس على الصخور و المياه تخبط قدمه، تعجبت من وجود أحد فهي معتادة دائما على فراغ ذلك المكان، و لكن لم تهتم و سارت كما هي و لكن قام ذلك الشاب فارغ الطول و الجسد و مر من أمامها، حتى أنه لم ينتبه لها، نسي احد أغراضه على الشاطئ و كان هاتفه، أخذته هي و ركضت خلفه و قالت بصوتها الرقيق و الناعم حضرتك نسيت دا، كان هو يتجه ليقف أمام سيارته الفارهة و لم يتكلف بالالتفات إليها من الأساس، فتكلف السائق الذي يفتح له السيارة بذلك المهمة و قال هاتي يا بنتي...
ابتسمت و قالت الأستاذ دا هو اللي نسى تليفونه، كان هو ركب السيارة نظر لها و لكن هي لم تتمكن من رؤيته بسب زجاج سيارته القاتم، تفاهم معها السائق و أخذ الهاتف منها و كان يريد اعطيها القليل من الأموال و لكنها رفضت قائلة شكرا انا مش محتاجه عشان اخذ فلوس بعد اذنك، مشيت ليل و كملت طريقها لحد ما وصلت إلى منطقة سكنها (احدي المناطق الشعبية بمدينة الإسكندرية)، طلعت ليل منزلها البسيط و كان في الدور الثالث، طرقت الباب و فتحت لها زوجة والدها و قالت بتهكم اتاخرتي يعني؟، تنهدت ليل و قالت والله انا جايه من الشغل تعبانة و مش قادرة، لوت حنان فمها بامتعاض ماشي يا اختي...
دخلت ليل إلى الحمام، اتوضيت و بعدين دخلت على اوضتها و قفلت الباب بالمفتاح، و فردت السجادة و صلت و انتهت و بعد كدا خدت الدواء بتاعها و نامت و لسه هتغمض عينها، لاقيت الباب بيخبط قالت مين؟
-انا، قامت ليل و فتحت الباب و قالت خير يا بابا
-ايه مش ناوية تخلصي عشان تتجوزي الراجل مستعجل، تنهدت ليل و قالت والله بحاول اعمل ايه انا بشتغل شغلتين بس الدنيا غلي و اكيد مش هشحت يعني؟، لما اكمل حاجتي الأول...
زفر صبري بضيق و قال طيب بس انجزي يا اختي و هاتي ايه حاجه و خلاص و لا شوفيلك شغلانه تانيه تجيب همها، انا مش حمل اصرف عليكي و على اخواتك الصغيرين كفايه هما، رددت باقتضاب طيب يا بابا في حاجه تاني؟
-لا و بلاش تعملي مشاكل مع حنان
-انا اللي بعمل مشاكل يا بابا...
-اهااا يا بنتي انتي مش بيهون عليكي تعمل حاجه في البيت و هي شايله البيت على كتفها و اخوك و اختك صغرين...
-طيب هنام ساعه و لا اتنين و هقوم اعمل و لا حرام انام؟
-لا نامي يا بنتي، خرج صبري و قامت ليل و قفلت الباب و نامت و طبعا تليفونها كان بيرن و كالعادة محمد خطيبها، زفرت بحنق و رددت خير يا محمد؟
محمد بضيق ليل احنا مخطوبين و انا مش عارف اكلمك و لا ليل و نهار، تنهدت و قالت محمد انا بصحي من الفجر بصلي و بخلص شغل البيت و بعدها بنزل الشغل و بعد ما بخلص بروح الشغل التاني يعني مش فاضية...
-احنا ما ساعه ما اتخطبنا مقولتليش كلمة حلوه و لا خرجنا مع بعض حتى...
-بعدين بقا و انا عايزة انام...
-طب ما تنزلي دلوقتي؟
-محمد سلام انا عايزة انام...
قفلت معاه و قفلت التليفون و نامت...
بعد ما نهى سهرته في الخارج، ذهب إلى المنزل لتكملتها، اول ما دخلوا الشقة، ضحكت الفتاة بمياعه و قالت شقتك حلو اوي يا...
افتكرت انها مش عارفه اسمه و اقتربت منه و وضع يدها على صدره وقالت اسمك ايه بقا؟
بعد يدها بنفور و قال اكيد اسمك مش هيهمك...
حدقت به و قالت ببلاهة اهااا عندك حق بس، قبض على عنقها و قبلها بعنف، و قال خلينا في ليليتنا...
استيقظت ليل قبل أذان الفجر بساعه زي عادة كل يوم، قامت اتوضت و صليت قيام و بعدين دخلت المطبخ و طبعا كانت لابسه الاسدال عشان ابن حنان اللي عايش معاهم...
تنهدت بحزن و بدأت في غسل الصحون و انتهت من تنظيف المطبخ و بعد ذلك جلست في الصالة ترتاح شوية و بعدين صليت الفجر و بدأت في ترويق الشقة...
-صباح الخير يا قمر؟
التفت ليل له و نفخت بضيق قائلة يا فاتح يا عليم يا رزاق يا كريم، نظر لها مدحت و قال بس لو تعرفي اني...
قطعته و قالت ونبي يا مدحت شوف انت صاحي تعمل ايه انا مش فاضيلك...
-بتحلوي اوي.
زفرت بضيق و تركته و دخلت إلى غرفتها فهي لا تسلم من كلماته سواء هو أو والدته، غيرت هدومها بسرعه و بعدين مشيت قبل أن يستيقظ احد منهم كفايه عليها مدحت، نزلت و راحت عشان تركب، و بعد كدا وصلت للمكتب التي بتشتغل فيه و دا عبارة عن مكتب محامي و هي سكرتيرة عنده، راحت و ظبطت المكتب، دخل هادي صاحب المكتب و قال بابتسامة ديما مواعيدك مظبوطة، رددت ليل بابتسامة اكيد يا استاذ هادي...
-احلى فنجان قهوة بقا و هاتي على المكتب، ابتسمت ليل و قالت حاضر...
دخل هادي إلى المكتب و ليل قامت تعمل القهوة و بعدها خدت الفنجان و دخلت إلى المكتب و وضعته...
-ليل اقعدي عايز اتكلم معاكي، ابتسمت ليل بتوتر و قالت خير يا استاذ هادي...
-ولا حاجه يا ستي بس انا عايز اعرف انتي ليه لحد دلوقتي مشتغلتيش في مجالك...
-عادي عشان ملقتش شغل
-اممم بس لازم تتدوري
-بدور والله...
-انا ممكن اساعدك، ابتسمت له و قالت شكرا يا استاذ هادي، ممكن اقوم عشان أشوف الشغل...
-اتفضلي، خرجت ليل و جلست على مكتبها...
استيقظت الفتاة و لم تجده، شعرت بتكسير عظامها و قالت شكله مجنون والله، لافت انتباها الأموال الموجودة على الطاولة بجوار الفراش و أخذتها و قالت بس برضو فلوسه كتير، قامت من على الفراش بصعوبة، بسبب الألم الذي يحطم جسدها و ارتديت ملابسها و بعد ذلك غادرت المكان...
دلفت نسمه إلى المكتب و قالت بهدوء لو سمحتي عايزة اقابل هادي؟
رفعت ليل نظرها لها و قالت اقوله مين يا افندم؟
-نسمة اخته، ابتسمت ليل لها و قالت ثواني، اتصلت ليل و أخبرته بوجود نسمه و سمح لها بالدخول...
هادي بابتسامة تعالى يا نسوم، جلست و قالت يا عم دا محدش بيشوفك اصلا...
ضحك هادي و قال الشغل والله المهم انتي ايه اخبارك؟
تنهدت نسمة بحزن و قالت تمام بس حال جاسر مش عاجبني و بصراحه انا جايلك عشان الموضوع دا؟
بص ليها اللي هو مش عاجبه الكلام و قال علي اساس ان دا بيعمل حساب لحد يا بنتي دا رمي أمه في السجن و ابوه مقطعه انتي متخيلة و جاي تقوليلي جاسر مش عاجبني
تنهدت نسمة بيأس و قالت احنا اخواته في الأول و الآخر يا هادي و لازم نقف جانبه.
اتنرفز هادي و قال نقف جنب مين دا واحد قليل الادب اللي بيكلم مبيخدش غير قلة القيمة و بصراحة مش صغيرة عشان أقبل بكدا منه، نسمة بتحاول تدور على حاجه تقولها بس كالعادة مش لاقيه و قالت بس اكيد مش هيفضل...
رد بسخرية اللي زي جاسر دا مش هيتغير غير لما يتهد و مفيش حاجه هتقدر تهده يا نسمه فكبري دماغك، اخوكي مش وراها غير الافتراي و الجري ورا النسوان، سمعته زي الزفت اصلا...
تنهدت نسمة و قالت طيب خلاص انا هقوم امشي
-والله انا مش عايز ازعلك بس دي الحقيقة، هزت رأسها بيأس و قالت هيفضل عندي امل انه يتغير جاسر مش وحش زي ما انتم شايفين، اتنهد هادي و قال انتي اللي طيبة زيادة و مفكرة الكل زيك يا حبيبتي جاسر دا مبحبش حد و اللي بيفكر يكلمه بس بيسود عيشته فخليكي بعيدة عنه احسن...
قامت نسمه و قالت حاضر انا همشي بقا عشان عندي شغل...
القى الملفات في وجه و قال بغضب انت حيوان ازاي تغلط غلطة زي كدا، رد عليه الموظف برجاء يا جاسر بيه مكنتش اقصد و الله، خبط جاسر المكتب بعنف جعلت الموظف ينتفد بذعر و قال هنا مفيش مكان للغلط و اظن انت عارف تمن الغلطة ايه؟ و لو مش عايز عيشك يتقطع الأرض انهاردة تكون جاهزة فاهم...
هز الموظف راسه بخوف و خرج من المكتب و هو يركض من الخوف جلس جاسر على المقعد، و اخرج سيجارته و أشعلها لكي ينفس بها غضبه، دخل مراد و قال ايه يا عم صوتك جايب آخر الشارع...
-موظفين بهايم و انت عارف اني خلقي ضيق...
-الرحمة يا جاسر الناس فعلا بتخاف منك و دا مش كويس
-روح على شغلك يا مراد انا مش ناقص...
اتنهد مراد و قال انت لسه مصمم تاخد الأرض...
-اهااا و هبني عليها مصنع...
-ماشي انا هروح علي شغلي بقا...
ليل بعد ما خلصت شغل في المكتب راحت شغلها التاني و هو الفندق، و هي في الطريق اشتريت حاجات من السوبر ماركت عشان تأكلها و تاخد دوائها اللي بيكون بعد الغدا، و وصلت إلى الفندق دخلت و غيرت هدومها و وقفت في الريسبشن، اتت فتاه إليها و سألتها قائله لوسمحتي في قاعة محجوزة هنا باسم جاسر المنشاوي؟
رفعت ليل رأسها و تفاجأت بمايا صديقتها من ايام الكلية، ابتسم الاثنان و قالت ليل بجد مش مصدقة اني شوفتك تاني؟
رددت مايا بابتسامة ما هو بعد ما اتخرجنا كلكم اختفيتوا و بعدين انتي شاغله هنا ليه؟
-عادي بقا أحسن ما اقعد من غير شغل...
ابتسمت مايا و قالت على رأيك المهم انا ممكن اشوفلك شغل في الشركة اللي انا شاغلة...
-ماشي المهم القاعة اللي انتي بتسالي عنها اللي هناك دي و شاورت عليها ليل...
-طب معاكي رقمي و لا عشان هكلمك...
ابتسمت ليل و أعطيت لها رقم هاتفها و بعد ذلك ودعتها مايا و ذهبت إلى القاعة...
دخلت نسمه إلى المنزل و كانت والدتها تستعد للخروج فسألتها نسمه انتي رايحه فين يا مامي
ردت مني خارجه يا حبيبتي في حاجه و لا إيه؟
-لا هو بابا جي و لا لسه؟
-هو من امتى ابوكي بيجي دلوقتي، نظرت لها نسمه و قالت بيأس ماشي يا مامي...
-كُلي الأول يا حبيبتي...
ابتسمت نسمه باقتضاب و قالت لا شكرا مش جعانه بعد اذنك...
صعدت إلى غرفتها و القت شنطها على الفراش بعشوائية و زفرت بضيق قائلة شكل البيت دا مش هيتصالح حاله ابدا
جاسر و مراد وصلوا إلى الفندق و دخلوا إلى القاعة على طول و استقبلتهم مايا، (مايا اخت مراد)
ابتسمت مايا و قالت الحفله جاهزة من بدري و الناس بتسأل عليكم...
رد مراد عليها و قال البركة فيكي و بعدين ما انتي عارفه جاسر و تأخيره...
جاسر بص ليهم و قال طب ممكن نركز في الحفله شوية عشان الصفقة دي لازم تنجح...
اتنهد مراد و قال خايف تضحك متعرفش تلم وشك تاني، ابتسمت مايا و نظرت إلى جاسر بحب
ليل خلصت شغلها و خرجت من الفندق و فضلت واقفه شويه في المكان اللي بتركب منه كل يوم، ليل حسيت انها تعبانة و بدأت تدوخ، وضعت يدها على رأسها و لكن شعرت بأنها تفقد وعيها تدريجيا...
اوقف جاسر سيارته فجأة عندما تذكر أنه نسي ورق الصفقة و لكنها لفت انتباه و نزل من العربية بسرعه و لحقها و كانت ليل غايبه عن الوعي تماما، جاسر كان متردد و قال انتي، و طبعا عرف ان دي البنت اللي شافها على البحر...
شالها و دخلها عربيته و بعدين اتصل بمراد و قاله خلي مايا تاخد ورق الصفقة و الصبح يكون على مكتبي...
-هو معاها اصلا، انت مشيت و لا إيه؟ نظر جاسر إلى ليل و قال اهااا بعدت اوووي، و بعدين قفل معاه و فضل باصص ليها شوية و بعدين طلع بالعربية تليفون ليل كان بيرن...
أوقف جاسر السيارة أمام المستشفى و اخرج هاتفها من الشنطة و رأي اسم المتصل محمد خطيبي، ابتسم جاسر و رد على الهاتف قائلا الو؟
قام محمد و قال بقلق انت مين؟
تااااابع اسفل