مفهوم الأسرة بالشكل العامل هي :-
هي الوسط الذي يعيش فيه الأفراد مع بعضهم البعض بشكل جماعي، وتربطهم علاقات إجتماعية كالأخوة والزواج.
كما أنها هي المجموعة من الأفراد تربطهم علاقات مشتركة، وعلاقات الدم، وتربطهم علاقات وعادات اجتماعية.
الأسرة هي الخلية الأولية التي يتكون منها المجتمع، كما تعتبر مؤسسة إقتصادية وإجتماعية، يتصل أفرادها مع بعضهم البعض في صورة من الرحمة والمودة والسكينة.
الأسرة هي أول مؤسسة اجتماعية في التاريخ، فهي تتكون من رجل وامرأة متزوجان، وربما يكون لديهم أولاد أو لا يوجد، وهؤلاء الأفراد يعيشون في بيت واحد، ويأكلون من طعام واحد.
-وقد تكون الأسرة صغيرة: تتكون من زوج وزوجة فقط.
-الأسرة المتوسطة: هي عبارة عن زوج وزوجة وطفل أو طفلين.
-الأسرة الكبيرة: هي التي تتكون من زوج وزوجة وأطفال عديدة، أو ربما يكون هناك أحفاد.
الأسرة السعيدة
عندما خلق الله تعالى الإنسان، خلق منه الذكر والأنثى ليكمل كلٌ منهما الآخر، وجعل الزواج سنة الله في خلقه كي يكونوا أسرةً وينجبوا الأبناء ليظلّ الكون عامراً، فالزواج هو الخطوة الأولى لتكوين الأسرة التي من المفترض أن تكون أسرة سعيدة وقوية ومتماسكة، فالأسرة السعيدة ينعم أفرادها بالحب والوئام ويتمتعون بطاقة إيجابية كبيرة، ويُقبلون على الحياة بكل ما فيهم من طاقات وحب للحياة وإبداع كبير، وهذه الأسرة كي تكتمل سعادتها يجب أن تتوفر فيها العديد من المقومات، وأهمها أن يكون الأب والأم متفاهمين ويحبون بعضهما البعض، وأن تخلو من المشاكل الجوهرية الكبيرة التي تعكر صفو الحياة.
إن الأسرة السعيدة هي اللبنة الأساسية لبناء مجتمع متماسك وسليم، ويخلو من العقد النفسية والجرائم، وينعم أبناؤه بتربية سليمة ونفسية سويّة؛ لأن الأصل في الحياة أن تكون سعيدة، بعكس الأسرة التي يسودها التفكك والحزن، فهذه أسرة تعطي للمجتمع أبناءً معقدين ويكرهون الحياة والآخرين، ومحملين بالكثير من الطاقة السلبية، وهذا يسبب دمار المجتمعات وتراجعها، ويؤثر بشكلٍ كبير على جودة الحياة، أما الأسرة السعيدة فإن أفكار أفرادها تتوجه دائماً في الاتجاه الصحيح المشرق من الحياة، وفي الأغلب يتميز أبناؤها في مجالاتٍ عديدة سواء الدراسية والعلمية أو العملية والاجتماعية، وغير ذلك من مجالات الحياة.
من أهم ما تنتجه الأسرة السعيدة أن المجتمع الذي تكون فيها يسوده نوعٌ من الرقي والجمال وينتشر فيه الحب؛ لأن من يأخذ الحب من أسرته وأهل بيته يكون قادراً على أن يعطيه لغيره، بعكس الفرد الذي يتربى في أسرة تسودها المشكلات والصراخ والأصوات العالية وعدم احترام الآخر، كما أن أفراد الأسرة السعيدة يتمتعون بالقدرة على العطاء والإنتاج أكثر من غيرهم؛ وذلك لما يمتلكونه من طاقة إيجابية كبيرة، بالإضافة إلى أن السعادة كما يقولون عنها دائماً تنتقل بالعدوى، فهم ينشرون السعادة والمرح بين الآخرين، ويحرصون على أن تكون أسرهم المستقبلية التي سيكونونها مع شركاء حياتهم أسرة سعيدة متحابة.
على الرغم من أن السعادة موضوعٌ نسبي بالنسبة للأشخاص، وأن ما يعتبر قمة السعادة بالنسبة لشخص ما قد يكون مجرد شيءٍ عادي للآخر، إلا أن الجميع متفقٌ على مواصفات الأسرة السعيدة، لأن هذه المواصفات بعيدة كل البعد عن المادّة، وإنما هي مجموعة من الأشياء المعنوية المجتمعة معاً، والتي لا يشعر بها إلا من يعيش فيها، كخوف أفراد الأشرة الواحدة على بعضهم البعض، وتبادل المحبة فيما بينهم، والتعاون في مكل شيء، ومراعاة ظروفهم في أوقات الشدة والحزن، ووقوفهم إلى جانب بعضهم في كل وقت، فالأشرة السعيدة نعمة من الله تعالى لا يعرف قيمتها إلا من يفقدها.
أهمية الاسرة في المجتمع :
إن الاسرة تعتبر النواة الأولى للمجتمع، وقد تواجدت تعريفات مختلفة للاسرة في الغرب وعند العرب، وتعتبر الاسرة هي اللبنة الأولى والأساسية للأمم، والاسرة كذلك تعتبر العمود الفقري للمجتمع، الذي يقوم عليه حياة سليمة وتكمن أهمية الاسرة في :
> يوجد علاقة طردية بين استقرار الاسرة و نجاح المجتمع، فكلما زاد الاستقرار الاسري، زاد استقرار المجتمع وامنه، ويقلل نسبة التفكك الاسري من مشاكل المجتمع، ونجد إن الأطفال الذين يعيشون مع اسرهم في حياة مستقرة، يميلون للهدوء النفسى والميل للعيش في مجتمع مستقر، أما الأطفال الذين يعيشون في اسرة مفككة يميلون للعنف الاجتماعي، كذلك يقبلون على تعاطي المخدرات.
> الاسرة الناجحة والسعيدة من شأنها أن تنتج أفراد صالحين للمجتمع، هؤلاء يكونون قادرين على تغير المجتمع للأفضل والأحسن، كذلك الاسرة التي تقدم لأبنائها حياة كريمة من تعليم ومأكل وترفيه وغيرها، ينتج عن هذه الاسرة أبناء لا يعانون الحرمان والنقص، ويحد ذلك من ظهور تشرد الأطفال والتسرب من التعليم وجرائم السرقات وغيرها.
عوامل نجاح الاسرة :
اكثر علماء الاجتماع المهتمين بقضايا الاسرة قد عالجوا شؤن الاسرة ومشكلاتها التي تواجهها، والتي تؤدي بالتبعية لفشل وانهيار الاسرة، أما عن عوامل نجاح الاسرة وأيضا سعادتها فلم يبحث فيها إلا القليل منهم، رغم ضرورتها واهميتها، فإن عوامل نجاح الاسرة لها الكثير الأهمية، فهي التي تبين للأفراد كيفية الحفاظ على اسرهم، وهناك العديد من العوامل التي تتسبب في نجاح الاسرة وتحقيق سعادتها وهي :
1 . المحبة والاحترام :
يتمثل الاحترام والمحبة والتقدير عامل مهم جدا بين أفراد الاسرة الواحدة، فكل فرد يتواجد داخل الاسرة يشعر بالتقدير من اسرته، وكذلك يظهر أفراد الاسرة الواحدة التقدير والمحبو للآخرين، فان الزوج الذي ينشغل عن أسرته ويتعب في عملة، لابد أن يجد التقدير من اسرته على هذا المجهود، أما لو لم يجد الأب هذا التقدير يشعر بالإحباط والاكتئاب، وكذلك الأم عندما لا تجد التقدير عن قيامها بواجبتها المنزلية من أبناؤها وزوجها تشعر بالاكتئاب والملل.
2 . التوافق النفسي :
من الهام والضروري إن تدعم الاسرة القيم النفسية والروحية المشتركة بين افراد الاسرة الواحدة، لكي تثبت الترابط المعنوي بين أفراد الاسرة الواحدة، وكذلك يشتركون في هدف واحد، وتجمعهم مبادئ واحدة، و يسيرون في طريق مشترك، وقد أثبتت الدراسات أن التوافق الروحي بين أفراد الاسرة وخاصة الزوجين، التي تجعلهم متقاربين، ولديهم القدرة على حل مشكلاتهم بطريقة سليمة.
3 . القدرة على مواجهة ضغوط الحياة :
اهم ما يميز الاسرة السعيدة عن غيرها، هي قدرتها على مواجهة المشكلات والعقبات التي تواجهها، فالحياة لا يمكن أن تكون بدون مشاكل أو قلق أو توتر، كل ذلك لابد أن يعالج بشكل سليم، فالاسرة السعيدة الناجحة هي التي لديها القدرة على مواجهة العقبات التي تواجهها بترابطها العاطفي والنفسي.
4 . قضاء الأوقات سويا :
الاسرة السعيدة هي التي تقضي معظم أوقاتها سويا، فوجودهم مع بعض في جو يسوده الألفة والسعادة يقلل من ضغوطات الحياة، وزيادة القدرة على مواجهة المشكلات سويا، كذلك تزيد قوى الترابط الاسري، كذلك يشعر الفرد بالانتماء لاسرته.
اقرأ ايضًا :- موضوع تعبير عن الماء سر الحياة بالعناصر
5 . المسئولية :
إحساس المسئولية والالتزام بين أفراد الاسرة الواحدة، فكل فرد في الاسرة يعرف ما له وما عليه، تزيد من سعادة الاسرة والمحبة بين افرادها.
6 . التواصل :
التواصل يعتبر عامل هام في نجاح الاسرة، فالتواصل بين أفراد الاسرة يجعلها قوية في مواجهة الصعوبات، وسوء التواصل بين أفراد الاسرة الواحدة يؤدي إلى أثار سلبية وتضعفها في مواجهة المشكلا ، والضغوط اليومية.