الموهبة قدرة خاصة يمنحها الله للإنسان، تيسّر له التميز فى جانب من جوانب الحياة، والابتكار والإبداع فيه بشكل لا يجيده الآخرون ولا يتمكنون منه، وعلى تنوع البشر وقدراتهم ومستوياتهم، تتعدد المواهب وتتنوع، ولا يصبح الأمر مرتبطًا بتوفر الموهبة أو غيابها، فالجميع تقريبًا يمتلكون مواهب وقدرات خاصة تميّزهم، ولكن المشكلة الكبيرة فى هذا الأمر ترتبط بالقدرة على اكتشاف الموهبة فى الوقت المناسب، والعمل على تنميتها وتطويرها، ولكن يقع كثيرون من الآباء والأمهات فى بعض أخطاء التربية، وعلى رأسها عدم قدرتهم على اكتشاف مواهب أطفالهم وتنميتها، ولذلك فإن كثيرين من الأطفال لا يجدون من يحتويهم ويدعمهم، فتضيع مواهبهم وتندثر فى غياب الرعاية والاهتمام، وحتى لا يلتحق طفلك بهذه القائمة والنوعية من الأطفال الذين يعانون ويخسرون ملكاتهم وقدراتهم.
ماذا تفعلين لتنمية موهبة طفلك؟
•لاتفقدي الصبر مع طفلك أبداً إذا كانت موهبته تتطلب منك مجهود كبير في اصطحابه لدروس وامتحانات مثل العزف على ألة موسيقية أو ممارسة رياضة صعبة مثلا.
•حاولي إلحاق أطفالك بأكاديميات الأنشطة، ستجدي لديهم الخبرة والإمكانيات لتنمية طفلك المميز كما سيزيد ذلك من حبه لموهبته وشعوره بتميزه عندما يجتمع بمن هم مثله. بالإضافة لروح التحدي و التشجيع ليتميز أكثر.
•لا تهملي أبدا أنشطة طفلك لحساب الدراسة، لأن موهبته ونشاطه هم من يبقون عقله نشيطاً ومبدعاً من أجل الدراسة و الاستذكار.. مع قليل من تنظيم الوقت ما بين المدرسة و الأنشطة يمكنكِ أن تنمي موهبة طفلك بسهولة مع الحفاظ على توفقه الدراسي.
•اشركي ابنك معكِ في أنشطتك المحببة، واشتركي معه في أنشطته حتي يشعر بأهميتها ولاتجعلي كل علاقتك وأنشطتك معه متعلقة بالدراسة و المذاكرة، فذلك سيعزز علاقتكما بصورة ممتازة.
•تنمية طفلك يشعره بتميزه ويزيد ثقته في نفسه مما ينعكس إيجاباً على شخصيته ودراسته حين توفقين بين الدراسة والنشاط لطفلك ستري النتائج الإيجابية على شخصيته ونتائجه الدراسية.
•راقبي اهتمامات طفلك..اسأليه عما يحب فعله و لاحظي أكثر شئ يهتم به في وقت الفراغ أو اللعب أو حتي مشاهدة برامج الأطفال. كل ذلك سيساعدكِ على معرفة اهتماماته و توجيهه بشكل صحيح.
اكتشاف مواهب الطفل المبكرة
تقعُ مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة على بيئته المُباشرة التي تمثّل والديه وأسرته بالدرجة الأولى، ذلك لأنَّ النسبة العظمى لمَواهب الأطفال تبرز في السنوات الأولى من عمره، ما يجعل المسؤولية الأسريَّة في اكتشاف مواهبه وتنميتها واستثمارها استثماراً سليماً أمراً عَظيماً ومهمَّاً، الأمر الذي يتطلَّبُ استحضارَ الإرادة والوعي وتعزيز المراقبة والتبصُّر النَّافذ لاستمطارِ ما يتمتَّع به الطفل أو ما يتَّسِم فيه من سماتِ الموهبة والابتكار والتميّز في أيٍّ من المجالاتِ التي يتفرَّد بها الطفلُ أو يُحتملُ أن يكون موهوباً فيها، ويُساعِد الآباء في مهمَّة اكتشافِ مواهبِ الطفل عنايَتهم في مجالاتِه وخصائصه الدَّاعمةِ لمواهبه ومهاراتِه، ومن ذلك:
-محاولة التعرُّف إلى ميول الطِّفل ورغباته: يَكون ذلك بمُراقبة سلوكات الطِّفل واهتماماته والأمور التي تجذب انتباهه وتركيزه، والتي تَستدعي تواصله وتفاعله وتبرز نقاط قوّته، ثمَّ التَّركيز على ما يُظهره الطِّفلُ في جوانب شخصيَّته من مجاميع الميولِ والاهتماماتِ عِوضاً عن رغباتِ الأهلِ وخُططِهم لِمستقبله، وما سيكونُ عليهِ توجُّهه الأكاديميّ والمهني.
-اللقب الإيجابي: يتمثَّل ذلك بوصفِ الطِّفل بما يحبُّه من صفاتٍ، وتخصيصه بلقبٍ مميَّزٍ يَدعم تطوُّره وبناءه التَّكويني بما يتماشى مع ميوله ويعزِّزُ مواهبه وقدراته ويُنمِّي عنده دوافع التميُّز والابتِكار.
-التقييم القائم على الأعمال الرُّوتينيَّة: يَتمثَّلُ هذا الأسلوب في الكشفِ عن مَواهبِ الأطفال وإمكاناتهم بطريقةِ المُتابعة المُعتمدة على مراقبة الأنشطة اليوميَّة والممارساتِ السُّلوكيَّة المُعتادة في بيئة الطفل؛ حيث يُمكن من خلال هذه الطريقة مَعرفة خَصائص الطفل ومُتطلّباته وفُرَص التعلُّم المبنيَّةِ على نشاطاتِه وتَفاعلاتِه مع بيئته.
-اكتشاف المواهب من خلال اللعب: تُستخدم طريقة اللعب في اكتشاف مواهب الأطفالِ من خلال تقييم قدراتهم في مجالاتٍ مختلفةٍ مثل: التواصل، وحلّ المشكلات، والقيادة، والطَّلاقة الفكريَّة، والابتكار، والتمثيل، وقياس المهارات العقليَّة العليا، ويعكس اللعب مهارات الطفل ونموّه المعرفي، ويمثل التقييم المبني على اللعب طريقةً مُميّزةً في تقييم قدراتِ الطِّفل في تمثيلِ التفكير عالي المستوى؛ إذ تبرُز شخصيَّة الطِّفلِ بانعِكاساتٍ تركيبيَّةٍ وبنائيَّةٍ تبرزُ في مواجهة المشكلاتِ ووضع الفرضياتِ وصياغة الأسئلة والتوصُّل إلى حلولٍ، ويَصيغ الأطفالُ سيناريوهاتٍ خاصَّة بألعابهم وشخصيَّات تلك الألعاب، ممّا يبرزُ أفهامهم ومهاراتهم التي تكشف بطبيعة الحال ما يمتلكون من خصائصَ ومواهبَ يتفرَّدون فيها.
-مُجالسة الأطفال أطول فترةٍ مُمكنة: حيث إنّ مشاركة الأطفالِ أفكارهم وحواراتهم وقضاء أوقاتٍ طويلةٍ معهم يساعد على تكوين حسٍّ تواصليّ ينتج عن كثرة المُحادثات التي يجريها الطِّفل في الفترة التي يقضيها مع والديهِ وأسرته، ما يُسهم في تطوير المهارات اللغويَّة للطِّفلِ ويُنمّي قنواته التَّواصليَّة.
-حثّ الأطفالِ على القراءةِ والتعلُّم: تُساعد القراءة في مرحلةِ الطفولة على تنمية إدراك الطَّفلِ وتوسيع مداركه واستثارة فضوله على التعلُّم، ما يترتَّبُ عليهِ إنضاجُ مواهبهِ، وتفجير مَكامنِ قدراتِه، والكشف عن خصائصِهِ ومميّزاته.
-اختبارات العقل والموهبة: يُمكن اعتبار اختبارات الذّكاءِ والتفوُّق والموهبة كأحد أهمِّ طرق الكشفِ عن الأطفال الموهوبين؛ حيث تَخضع هذه الاختبارات عادةً لمعايير علميَّةٍ تَجعل من نتائجها مُحدِّدات موثوقة يُمكن من خلالها التأكّد من دقَّة النتائج ومصداقيتها، ومن الاختبارات المُستخدمة في الكشف عن المواهب:
-اختبارات الذَّكاء الجمعيَّة.
-اختبارات الذَّكاء الفرديَّة.
-الاختبارات التحصيليَّة.
-تقييم المعلم ومُلاحظته داخل الغرفة الصفيَّة
نصائح عديدة لإكتشاف مواهب طفلك وتنميتها
القدوة
دائمًا ما يقتدي الطفل بالشخص القريب منه الذي يحبه ويهاديه الألعاب، فهذا ما يجعل الطفل يقلد ما يفعله هذا الشخص، فإذا كان الأب أو الأم هو الشخص الذي يقتدي به الطفل ويحبه ويتقرب منه، اذا فهو الشخص المناسب لاكتشاف وثقل المواهب التي يمتلكها طفلك العبقري، بدايةً يجب سؤال الابن عن كيفية رؤيته لمستقبله، وأي المهن يفضل، فإذا اختار مهنة أبيه أو أمه فسيكون ذلك بناءًا على إعجابه بشخصية أحدهم، وإذا اختار مهنة أخرى فلا يجب أن يوبخ فهو أحب ذلك، ويرى أنه سيستمتع إذا عمل بهذا المجال في المستقبل وسيكون بعمله هذا سعيدًا.
عائلة مترابطة
الجو العائلي المترابط يساعد الطفل كثيرًا على المستوى النفسي، ويساعد على نشأة اجتماعية فالاستقرار النفسي يضع للطفل مساحة للتخيّل والإبداع ليرى نفسه كما يحب أن يكون.
علاقات اجتماعية
إقامة علاقات اجتماعية مع أقارب الأب والأم يدرب الطفل على أن يكون اجتماعيًا لا منطويًا، وتشجيعه أيضًا على توسيع دائرة معارفة لتشمل أصدقاء المدرسة يساعده على خلق الإبداع وتنميته بداخله، وذلك طبعًا تحت تقييم الأب أو الأم لهؤلاء الأصدقاء ومدى التزامهم.
مشاركة الأهل للنشاط
عندما لا يجد الطفل من يشجعه أو يعينه على نشاط يحبه، وينمي مهاراته، ويرشده إلى ما يفيده،فقد يؤثر عليه هذا بالسلب، لهذا فعلى الأهل التقرب من الطفل وإرشاده إلى مايجب وما لايجب ومشاركته هذا النشاط.
الحرية
التسلط على كل أفعال الطفل قد يضغط عليه ويشعره بالخجل، لذلك اتركي له الحرية وابتعدي عنه قليلًا ليشعر بالاستقالالية، مع مراقبة ما يفعله بإستمرار، فالحرية تجعله يعرف بنفسه ما رفض معرفته عن طريقك وهذا لن يتم إلا عن طريق التجربة، وبالتالى سيساعده ذلك على بناء شخصية مستقلة مميزة تستطيع تحديد أهدافها ومواهبها مع الوقت.
الابتعاد عن الانتقاد
حينما يعنّف الطفل بسبب خطأ ما ارتكبه أمام الغرباء، يجعله ذلك طفلًا معرض أكثر لتقلب المزاج والانطوائية، فيصبح دائم الضجر والاكتئاب، مما يزيد عليه العند وعدم الاستجابة للأوامر والطلبات وذلك نظرًا لتغير الهورمونات بالجسم والذي يؤدي إلى تأثر مزاجه ونفسيته وبالتالى يصبح شخصاً منكسرا، ليس له رأى، ولا يستطيع أن يبوح بما فى داخله خوفاً من العقاب، وبالتالى تموت داخله المواهب دون أن يكتشفها أحد.
تعليم الإستماع الى الرأي الآخر
يجب أن يتعلم الطفل أن يستمع وينصت للآراء المخالفة له، وأن يحترمها وأن يحترم النقد الموجه إليه، ليستفيد منه في تطوير نفسه وتفادي أخطائه.
التدريب والإختبار
عند إكتشاف موهبة الطفل، يجب عليكِ تعلم كيفية تنيمتها، عن طريق شراء ألعاب تنمية الذكاء، والألعاب الخاصة بالأرقام، وأيضاً تلك التى تعتمد على إبداع الطفل وإكتشافه للعديد من الحلول، مثل المكعبات المتطورة والصلصال وغيرها، كما عليكِ إلحاقه بإحدى النوادى لتمنية مهاراته، أو إحدى القاعات الثقافية والإجتماعية ذات الأنشطة المتعددة للأطفال.