تعد مرحلة إطعام الطفل الرضيع من أصعب المهام الخاصة بالأم، وخاصةً إذا كان الطفل رافضاً لتناول الطعام، ولكن يمكن أن تساعد بعض الحيل البسيطة.
تعاني كثير من الأمهات خلال مرحلة إدخال الأطعمة الجديدة للرضيع، حيث أنه يعتاد على تناول الحليب، ولا يتقبل الأطعمة الأخرى بسهولة.
وللتغلب على هذه المشكلة، ينصح بتطبيق الإستراتيجيات التي تساعد في تسهيل المهمة على الأم.
يتعلم الأطفال من خلال المشاهدة، وبالتالي عند مشاهدة الوالدين والأشقاء وهم يأكلون ويستمتعون بمجموعة واسعة من الأطعمة، فمن المرجح أن يجربها الطفل ويحاكيهم.
كما أن اعتياد الطفل على تناول الطعام مع الأسرة سيجعله منذ صغره، سوف يطور لديه حب المشاركة في مختلف الأمور، وهو أمر هام أثناء نمو الطفل.
من الأمور الهامة التي يجب أن تعرفها الأم وتتقبلها، هو أن تناول الطفل للطعام يعني اتساخ المكان من حوله.
فمن خلال إمساكهم بالطعام وتلطيخ الوجه والملابس والمكان المحيط به، يسعد الطفل بهذه التجربة ويحب تناول الطعام.
ولا يجب أن تقوم الأم بالصراخ في وجه طفلها في حالة تسببه بأي فوضى، بل تتركه ليجرب ويتعلم.
يجب على الأم أن تبدأ في إدخال الطعام تدريجياً وبكميات صغيرة، حتى لا تضغط على الطفل، ولا تقوم بإجباره على تناول الطعام عندما يرفضه.
إن رفض الطعام قد يكون علامة على أنه منزعج من شيء، ولذلك يجب الإنتظار قليلاً حتى يكون جاهزاً لتناول الطعام.
عندما يشعر الرضيع بأن الأم تسعد بتناوله الطعام وتصفق له عندما يتقبله في فمه، فسوف يزداد حماسه لتناول المزيد.
ولذلك يجب على الأم أن تكافىء الطفل، وتعطيه لعبة يحبها أو تحتضنه وتلعب معه حينما يتناول الطعام.
يساعد إعطاء الطفل أكثر من طعام بوقت واحد في تعريفه بمختلف النكهات، مما يعطيه فرصة الإختيار وتحديد الطعام المفضل له.
ولكن من الضروري معرفة خيارات الأطعمة المناسبة للطفل في مرحلته العمرية وجعله يجربها ويختار منها.
فكلما زاد عدد التجارب الجديدة التي عاشها الطفل مع الطعام قبل عام واحد، زادت احتمالية قبوله لمجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية فيما بعد.
في حالة إلهاء الطفل بأمور يحبها، سوف يسهل على الأم إطعامه، فيمكن تشغيل موسيقى مفضلة له، أو جعل شقيقه الأكبر يشاركه بعض الألعاب.
حيث تساعد هذه الأجواء في جعل الطفل يحب وقت تناول الطعام وينتظره يومياً بشغف.
أما إذا تسببت هذه الأجواء في عزوف الطفل عن تناول الطعام، فيمكن التوقف عنها لعدم تشتيت انتباهه، وتجربة الأجواء الهادئة في وقت الطعام.
يجب اختيار الوقت المناسب لإعطاء الطفل الطعام، ويفضل أن يكون بعد استيقاظه في الصباح، حيث يكون الطفل جائعاً وعلى استعداد لتناول الطعام.
ولا ينصح بإعطاء الطعام للطفل بعد الرضاعة لأنه يشعر بالشبع، وغالباً لن يتقبله.
يساعد هذا كثيراً في حب الطفل لتناول الطعام، فيمكن أن تعطيه الأم حبة خيار بدون قشر أو ثمرة تفاح بدون قشر، ليتعرف على النكهات المختلفة ويعتاد على الإمساك بالطعام وتناوله بمفرده.
ولكن يجب متابعة الطفل أثناء امساكه بالأطعمة المختلفة حتى لا تسبب له اختناق، وفي حالة سقوطها من يده يجب استبدالها بأخرى حتى لا يأكل طعام ملوث.