منتدى جنتنا
موضوع بعنوان :رابعة العدوية – قصة حياة رابعة العدوية الشاعرة الزاهدة
الكاتب :ART



t16730_2836

رابعة بن اسماعيل العدوي ، والتي تكنى بأم الخير ، والملقبة بـ رابعة العدوية ، أسماها والدها رابعة لأنها جاءت بعد ثلاث فتيات، شاعر وزاهدة من العصر العباسي ، تعد من رواد مذهب التصوف ، ومن مؤسسي مذهب الحب التصوفي .

ولدت عام 100 للهجرة الموافق 717 ميلادي في مدينة البصرة العراقية لعائلة فقيرة فوالدها كان يعمل على قارب ينقل به الركاب في أحد أنهار مدينة البصرة ، وكان والدها مهتما بتربية بناته تربية صالحة ، توالت المحن والمصائب عليها منذ صغرها فتوفي والدها وهي لم تبلغ العاشرة من العمر، وبعد مدة وجيزة لحقته أمها لتفقد رابعة العدوية المعيل لها ، ولتذهب للعمل على القارب لكي تؤمن قوت يومها ، وتعود في المساء وتشدو بالأغاني لتروح عن نفسها المرهقة .

وبعد ذلك تفرقت رابعة عن أخواتها بعد الجفاف الذي ضرب البصرة ، الأمر لذي نشر المجاعة والوباء ، فهامت في الطرقات فتعرض لها أحد اللصوص فخطفها وباعها لتاجر بستة دراهم ، كان هذا التاجر قاسيا جدا معها ، ويعاملها معاملة سيئة ، لكنها كانت تصبر وتتعبد الله وتدعوه أن يخلصها من العبودية ، وفي أحد الأيام سمع التاجر مناجاتها لربها ، فأشفق عليها وأعتقها .

-العدوية-300x150

رابعة العدوية

 

بعد أن نالت رابعة العدوية حريتها قامت بالتفرغ بشكل كامل للعبادة ، وكانت تقرأ القرآن بصوتها الجميل العذب ، فأصبحت مثالا للزهد ، وعلى الرغم من تقدم عدد كبير من الرجال لخطبتها ، ومن بينهم رجال أصحاب مكانة مرموقة إلا أنها رفضت الزواج ، وبقيت طوال حياتها دون زواج تعبد الله وتناجيه حتى أطلق عليها لقب شهيدة العشق الإلهي .

تمتعت رابعة العدوية بموهبة شعرية كبيرة ، فكانت تؤلف الشعر ، وتضفي عليه لمسة من الحنان والرقة ، وكان معظم شعرها في إطار الزهد والدعوة إلى حب الله والتقرب منه ، ومن أشعار رابعة العدوية نذكر الأبيات التالية :

عرفت الهوى مذ عرفت هواك

وأغلقت قلبي عمن سواك

 

وكنت أناجيك يا من ترى

خفايا القلوب ولسنا نراك

أحبك حبين حب الهوى

 

وحبا لأنك أهل لذاك

وأما الذي أنت أهل له

فكشفك للحجب حتى أراك

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي

ولكن لك الحمد في ذا وذاك

أحبك حبين .. حب الهوى

وحبا لأنك أهل لذاك

وأشتاق شوقين .. شوق النوى

وشوق لقرب الخطى من حماك

وظلت رابعة العدوية تعيش عيشة زاهده إلى وافتها المنية في القدس عام 180 للهجرة الموافق 787 ميلادي عن عمر يناهز الثمانين عاما قضتها في العبادة والزهد ، وفي العام 1993 تم إنشاء مسجد باسمها في مدينة نصر المصرية ، وأطلق اسمها على الميدان المقابل له ، كما تم تأليف مسلسل تناول سيرتها ، ليسدل الستار بذلك على حياة الشاعرة الزاهدة ، وشهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية .