إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن زرع القرشي ، والمكنى بأبي الفداء ، الملقب بعماد الدين ، والمعروف بـ ابن كثير ، مؤرخ ، عالم ، فقيه ، ومفسر عربي من العصر المملوكي ، اشتهر بسعة علمه وغزارة إنتاجه ويعد كتاب البداية والنهاية أهم أعماله .
ولد عام 701 للهجرة في قرية مجدل والواقعة بالقرب من مدينة البصرى في الجنوب السوري ، في عائلة تحب العلم وتهتم به ، وعندما بلغ الخامسة من العمر انتقل إلى دمشق ليبدأ بتحصيل العلوم منها ، وكانت بدايته على يد الشيخ ابن الفركاح ، ومن ثم اتصل بعدد من أئمة العلم في ذلك الوقت ، فجالس ابن تميمة وأخذ عنه الشيء الكثير، كما أخذ عن الشيخ الحافظ بن قايماز ، وأبي الفتح الدبوسي ، يوسف الختي ، عيسى بن المطعم ، محمد بن السويدي ، جمال الدين سليمان بن الخطيب ، موسى بن علي الجيلي ، محمد بن جعفر اللباد ، الشيخ شمس الدين محمود الأصفهاني ، الشيخ بهاء الديم القاسم بن عساكر وغيرهم .
تمتع ابن كثير برجاحة العقل ، الذكاء وسرعة البديهة ، يضاف إلى ذلك قوة ذاكرته ، والتي ساعدته على حفظ كم هائل من العلوم ، ويكفي أن نعلم أنه أتم حفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة لنعلم قوة الذاكرة التي يمتلكها .
كما كان ابن كثير تقيا ، ورعا ، محبا للإحسان وفعل الخير، ملتزما بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، و غزير الإنتاج , وألف عددا كبيرا من الكتب في المجالات الدينية والتاريخية ، ويعد كتابه البداية والنهاية من أعظم الكتب التي تم تأليفها ، فهو عبارة عن موسوعة ضخمة جدا ذكر فيها التاريخ منذ بداية الخلق وحتى عصره .
تتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء من أبرزهم : ابن أبي العز الحنفي ، الإمام الزيلعي ،الحافظ أبو المحاسن لحسيني ، الحافظ زين الدين العراقي ، شرف الدين سعود الأنطاكي النحوي ، ومحمد بن محمد بن خضر القرشي .
استمر ابن كثير يكتب ويؤلف ويدرس في مدينة دمشق إلى أن توفي فيها عام 774 للهجرة عن عمر يناهز ثلاثة وسبعين عاما ، وخرج في جنازته عدد كبير من أهالي دمشق وعلمائها ، وبوفاته أسدل الستار على حياة عالم وفقيه من أعظم العلماء الذين شهدهم العصر المملوكي .
أبرز أعماله :
البداية والنهاية .
تفسير القرآن العظيم .
السيرة النبوية لابن كثير .
التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل .
الباعث الحثيث .
جامع السنن والمسانيد .
الطبقات الشافعية .
مسند الشيخين .
شرع في كتاب كبير للأحكام.