ابن الفرضي واسمه الكامل عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي ، والمكنى بأبي عبد الله عالم ومؤرخ وأديب من الأندلس ، يعد من أبرز علماء الحديث فيها ، أطلق عليه لقب الإمام الحافظ ، وله عدد كبير من المؤلفات .
ولد عام 351 للهجرة الموافق 962 ميلادي في مدينة قرطبة ، والتي كانت منارة من منارة العلم ، ومركز إشعاع حضاري في العصر الأندلسي .
في قرطبة نشأ ابن الفرضي ، فالتحق بحلقات العلم في مساجدها ، واطلع على العلوم المختلفة ، فدرس العلوم الدينية واهتم بعلم الحديث الذي أولاه عناية خاصة .
ولقد تميز بسعة علمه ، حيث كان عالما بالدين والأدب والتاريخ ، وألف كتابا تحدث فيه عن شعراء الأندلس ، كل هذه الأمور ساعدت على انتشار اسمه ، الأمر الذي جعل حلقته تكتظ بالتلاميذ ، وتخرج من بين يديه عدد كبير من العلماء من أبرزهم : أبي جعفر بن عون الله ، أبي عبد الله بن مفرج ، عبد الله بن القاسم ، عباس بن أصبغ ، وخلف بن القاسم وغيره .
وفي عهد دولة محمد المهدي المرواني تم تعيينه على رأس قضاء بلنسية ، وذلك نظرا لإتقانه العلوم الشرعية ، ولحسن سيرته ، ولعدله .
وفي العام 382 للهجرة الموافق 993 ميلادي قام ابن الفرضي برحلة نحو المشرق العربي قصد فيها الحج إلى بيت الله الحرام ، وخلال هذه الرحلة مر بالقيروان ومصر ومكة ، وهناك اتصل بعدد من العلماء وأخذ عنهم ، ليقفل عائدا نحو الأندلس من جديد .
تميز بروحه المرحة وحبه للدعابة، وحسن المعاشرة ، كما كان بليغا وخطاطا .
ولم يكتفِ بالتأليف والكتابة ، بل كان يجيد نظم الشعر ، وإن كان شعره قليلا إلا أنه تميز بالروعة والجمال والرقة ومن أشعاره قوله :
أسير الخطايا عند بابك واقف
على وجل مما به أنت عارف
يهاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها
ويرجوك فيها فهو راج وخائف
ومن ذا الذي يرجى سواك ويتقى
وما لك في فصل القضاء مخالف
توفي ابن الفرضي شهيدا عام 403 للهجرة الموافق 1013 ميلادي عن عمر يناهز واحدا وخمسين عاما ، إثر دخول البربر لقرطبة ، وقتلهم للعديد من الناس ، والذي كان من بينهم ابن الفرضي ، ليسدل الستار بوفاته على أعظم علماء الحديث في الأندلس .
أبرز أعماله :
تاريخ علماء الأندلس .
المؤتلف والمختلف في أسماء الرجال .
أخبار شعراء الأندلس .
تاريخ علماء الأندلس .
مشتبه النسبة .