ابن عطية الأندلسي واسمه الكامل أبو محمد عبد الحق بن أبي بكر بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية المحاربي، عالم حديث وتفسير، وأديب ونحوي عربي كبير، يعد واحداً من أشهر علماء الأندلس وألف عددا كبيرا من الكتب.
ولد في العام 481 للهجرة الموافق 1088 ميلادي في مدينة غرناطة مع بداية عصر دولة المرابطين وفيها نشأ.
عائلته كانت من العائلات التي هاجرت من المشرق إلى الأندلس، وكانت مشهورة بالعلم.
بدايته في العلم كانت على في كتاتيب مدينته ومساجدها، حيث تعلم العلوم الشرعية والدينية، وحفظ القرآن الكريم وهو في سن صغيرة.
بعد ذلك قام هذا العالم بالاتصال بعلماء عصره والاختلاط معهم، كما بدأ بنهل العلوم منهم، حيث قام برحلة بين المدن الأندلسية واستطاع خلالها مقابلة عدد كبير من العلماء، كما أنه جمع عدد كبيرا من المعلومات منهم، ومن أبرز العلماء الذين استفاد منهم ابن عطية الأندلسي ابن القليعي، المطرف عبد الرحمن بن قاسم الشعبي، الحسين بن محمد بن فيره وغيرهم من العلماء.
نال هذا العالم عدد من المناصب خلال حياته ومن أبرزها خطة القضاء بمدينة المرية عام 529 للهجرة، كما أنه كان من المجاهدين في سبيل الله وشارك في عدد من المعارك والحروب.
كان عالما بالفقه والتفسير، كما أنه كان حافظا لعدد كبير من الأحاديث الشريفة، بالإضافة إلى ذلك فقد كان متذوقا للأدب، ويعرف كافة الأنواع البلاغية.
تتلمذ على يد ابن عطية الأندلسي مجموعة من العلماء والأدباء منهم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد بن يوسف الأنصاري الأندلسي المعروف بابن حبيش، عبد الملك بن محمد بن مسعود أبي الخصل الغافقي، عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد الخزرجي، أبو جعفر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن القضاعي وغيرهم.
كان له مجموعة من الأعداء والذين حاولوا اتهامه بالزندقة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يلحقوا به هذه التهمة، وذلك نتيجة ورعه وتقواه.
وظل ابن عطية الأندلسي يدرس العلوم في غرناطة، ويؤلف الكتب حتى وافته المنية في العام 541 للهجرة الموافق 1146 ميلادي عن عمر يناهز ثمانية وخمسون عاما قضاها في الكتاب والتأليف ونشر العلم، وبوفاته يسدل الستار على أحد أهم علماء الأندلس.
أبرز أعماله:
فهرس ابن عطية؛ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.