ولد الرسام والنقاش الإسباني فرانشيسكو غويا واسمه الكامل فرانشيسكو دي غويا إي لوثيينتيس، في فوينديتودوس التابعة لمنطقة سرقسطة الإسبانية بتاريخ 30 مارس/ آذار 1746م، وقد اشتهر بأعماله التي صوّر من خلالها الأحداث التاريخية وأشخاص من طبقة النبلاء، كما عكس من خلال أعماله الفنية الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في زمانه.
ينتمي الى عائلة فلاحين بسطاء، وقد عمل مع والديه بالزراعة، لتبدأ مواهبه بالظهور بعد أن كان يستخدم فروع الأشجار المحترقة كفحم بالرسم على الأحجار والجدران.
انتقلت العائلة للعيش في سرقسطة ليدرس فرانشيسكو فيها، كما تدّرب على الرسم وهو في الرابعة عشر من عمره على يد الرسام ” خوسيه لوثان إي مارتينيث” الذي علمه أساسيات الرسم وكيفية نسخ النقوش.
بعد أن حاول لمرتين الدخول الى الأكاديمية الملكية الإسبانية وفشله في ذلك ، رحل الى إيطاليا التي كانت المركز العالمي للفن، وتقدّم على إحدى مسابقات الرسم في روما وحقق فيها الجائزة الكبرى، كما رسم العديد من اللوحات التي ما زالت موجودة الى يومنا هذا.
تزوج أبو الفن الحديث في عام 1773 من جوزيفا بايو إي سوبياس، وقد أثمر الزواج عن ولادة عدة اطفال توفي جميعهم باستثناء طفل وحيد اسمه “كزافي”.
مسيرة فرانشيسكو غويا المهنية:
قام رسام الملك الإسباني الذي يدعى “مينغس” باستدعاء غويا الى مدريد، ليرسم على الأعمال النسيجية التابعة لمعمل الانسجة الملكي، وهذا ساهم بتطوير أسلوبه في الفن.
بلغت عدد رسومات غويا في معمل الألبسة ما يقارب ستين، وباتت كل هذه الرسومات ملكاً لملك إسبانيا، وكانت تلك بداية شهرة نجمنا في هذا المقال.
بعد أن أغلق المعمل إبان الحرب البريطانية الإسبانية، تمكّن فرانشيسكو غويا من الالتحاق بالأكاديمية الملكية في مدريد، وقدّم للأكاديمية حينها إحدى رسوماته المشهورة ” الصَلْب”، ثمّ تولى مهمة من الملك بأن ينقش مذبح كنيسة القديس سان فرانشيسكو الكبير، لتأتي ذروة شهرته بعد ذلك برسمه لوحة للدوق ” فلوريدابلانكا” التي فتحت له أبواب الشهرة والمجد، فاستلم في عام 1785 منصب نائب مدير الرسم في الاكاديمية الملكية، ثمّ أصبح بعد ذلك الرسام الأول عند الملك الإسباني.
على الرغم من مرضه الكبير الذي تسبب له بالصمم في عام 1795، والذي أدى به الى بالاكتئاب الظاهر على لوحاته، إلا أن الإبداع ظهر من خلال رسمه 14 لوحة بتلك الفترة سميت “اللوحات السوداء” واعتبرت على الرغم من سوداويتها من أشهر أعماله الفنية.
وفاته:
انتقل أبو الفن الحديث في عام 1824م الى مدينة بوردو الفرنسية، ومنها انتقل الى العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يعود في عام 1826م الى إسبانيا، ثمّ عاد في عام 1828م الى مدينة بوردو ليصاب بسكتة دماغية، توفي فرانشيسكو غويا على إثرها بتاريخ 16 أبريل/ نيسان 1828م، عن عمر ناهز 82 سنة.