حصلت الفنانة المصرية الراحلة هاجر حمدي على لقب “الراقصة المثقفة”؛ فإلى جانب موهبتها الاستعراضية المميزة كانت تهوى القراءة والاطلاع حتى أنها كانت تمتلك مكتبة ضخمة تزخر بالكثير من المؤلفات في جميع المجالات.
ولدت هاجر حمدي في مدينة طنطا يوم 10 آذار/مارس العام 1924، بزغت موهبتها في الرقص منذ الصغر فالتحقت بأشهر كازينوهات عماد الدين، ولكنها عانت كثيرًا من رواد الملاهي حتى أن الراقصة اللبنانية الشهيرة بديعة مصابني طردتها من العمل العام 1939.
قررت اقتحام مجال الفن مطلع الأربعينات بفيلم “على مسرح الحياة”، ونجحت في لفت الأنظار إليها وتوالت أفلامها خلال السنوات التالية، فمثلًا قدمها الفنان يوسف وهبي في دور راقصة لعوب في “سيف الجلاد” مع محمد فوزي، بعدما تفرغ لتلقينها مبادئ التمثيل والإلقاء.
كما برزت بدور صغير في فيلم “سفير جهنم” مع فردوس عبد الحميد العام 1945، ثم حصلت على البطولة المطلقة العام 1947 في “بنت المعلم” مع ماري منيب، وشاركت أيضًا في “أبو حلموس” مع نجيب الريحاني.
ومن أشهر أفلامها “حمامة السلام” مع كمال الشناوي و”جواهر” مع محمود المليجي و”الآنسة ماما” مع محمد فوزي و”سيبوني أغني” مع صباح و”خبر أبيض” مع ليلى فوزي و”المعلم بلبل” مع محمود شكوكو و”عفريت عم عبده” مع محمود المليجي.
وبعد فيلم “لمين هواك” مع عماد حمدي العام 1954 اعتزلت الفن لظروف زواجها من الفنان كمال الشناوي وإنجابها، ولم تظهر إلا بدور صغير وبشخصيتها الحقيقية في فيلم “عريس مراتي” مع لولا صدقي وتفرغت للأعمال الحرة، ثم عادت مجددًا بأدوار صغيرة العام 1990 ولكنها لم تحقق أي نجاح يُذكر.
التقت هاجر حمدي الفنان كمال الشناوي أثناء عملهما معًا في فيلم “حمامة السلام” وأعجبا ببعضهما البعض سرًا ولكنهما افترقا بعد انتهاء التصوير، ثم تزوج الشناوي من الفنانة عفاف شاكر، شقيقة الفنانة شادية، وبعد طلاقهما التقيا من جديد.
كمال الشناوي عرض عليها الزواج بشرط أن تعتزل الرقص نهائيًا فوافقت هاجر حمدي وتمّ الزواج وأنجبا ابنًا واحدًا هو “محمد” ثم وقع الطلاق بعد ذلك.
تزوجت الراقصة المصرية للمرة الثانية من الطبيب محمد فياض، وسافرت معه إلى الولايات المتحدة الأميركية وظلت هناك لمدة خمس سنوات ثم حدث الطلاق بسبب رغبتها في الإنجاب مقابل رفض الزوج للإقدام على هذه الخطوة.
بعد اعتزالها السينما توجهت هاجر حمدي إلى عالم الأزياء وافتتحت متجرًا لبيع وتصميم الأزياء في شارع سليمان باشا في محافظة القاهرة، ورغم نجاحها في العمل الحر إلا أنها تلقت أكثر من عرض للعودة إلى السينما ولكنها رفضت بإصرار شديد حتى وفاتها في 17 تشرين الثاني/نوفمبر العام 2008.