بدأت الفنانة المصرية الراحلة درية أحمد مشوارها من أثير الإذاعة كمطربة ذات صوت شجيّ، ولكن سريعًا ما انتقلت إلى السينما وقدمت بعض الأفلام وحصلت على بطولة القليل منها، واشتهرت بشخصية الفلاحة الساذجة “خضراء”.
ولدت درية أحمد واسمها الحقيقي حكمت أحمد حسن السمرة، في 24 أيلول/ سبتمبر العام 1923، وهي من أسرة بدوية، وبزغت موهبتها الغنائية خلال المرحلة الابتدائية وشجّعها معلّم الموسيقى في مدرستها، وبعد أعوام تقدمت لاختبار المطربين في الإذاعة إلى جانب كارم محمود ومحمد فوزي، وبالفعل نجحت في الحصول على إشادة لجنة التحكيم وبدأت احتراف الغناء.
ومن أبرز أغانيها التي يعرفها الجمهور “عارف والعارف لا يعرف” و”علي يا علي يا بتاع الزيت” و”دلوني ياناس دلوني” و”خلاص ياقلبي خلاص”.
اتجهت الفنانة المصرية للسينما بعد ارتباطها بالمؤلف والمخرج السيد زيادة؛ إذ رشحها لأول أفلامها باسم “ابن الصحراء” مع إحسان الجزايرلي العام 1942، وشاركت فيه بالغناء أيضًا، ثم قدمت “الطائشة” مع فاطمة رشدي و”المصري أفندي” مع حسين صدقي و”ما كانش ع البال” مع راقية إبراهيم.
حصلت درية أحمد على البطولة الأولى العام 1950 أمام كمال الشناوي في فيلم “مغامرات خضرة”، وهو الدور الذي اشتهرت به فيما بعد، فقدمت الشخصية ذاتها في “خضرة والسندباد القبلي” مع علي الكسار و”العاشق المحروم” مع حسن فايق.
كما كانت بطلة أفلام “دلوني يا ناس” مع شكري سرحان و”الناس مقامات” مع سميحة توفيق، وفي العام ١٩٥٦ التحقت بفرقة إسماعيل ياسين، وقدمت بعض المسرحيات مثل “أنا عايزة مليونير” إلى جانب مسرحيتيّ “ركن المرأة” مع زينات صدقي و”عفريت خطيبي” مع عبد المنعم إبراهيم.
وفي نهاية الخمسينات انحسرت عنها البطولة المطلقة، ولكنها شاركت بأدوار ثانية في “توبة” مع صباح و”حسن وماريكا” مع مها صبري و”إني أتهم” مع زبيدة ثروت.
تزوجت درية أحمد للمرة الثانية من محمد عبد السلام نوح، وأنجبت ابنتها الفنانة سهير رمزي، والتي كانت إحدى نجمات السبعينات، وقد اعتزلت الفن مطلع التسعينات لرعاية والدتها خلال فترة مرضها، ثم عادت مجددًا إلى التمثيل.
وبعد آخر أفلامها “غازية من سنباط” مع سعاد مكاوي العام 1967 اعتزلت التمثيل لتتفرغ لحياتها العائلية، ولكنها شاركت ابنتها سهير رمزي فيلمًا واحدًا هو “الحسناء واللص”، ولم تكرر التجربة بعد ذلك.
استقرت حياة درية أحمد بعد اعتزال الفن وابتعدت عن الأضواء تمامًا، ولكن صحتها بدأت في التدهور وبعدما أجرت جراحة دقيقة في المخ بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية، باريس، رحلت عن عالمنا في 3 نيسان/ أبريل العام 2003.