سعد إسكندر عبد المسيح والمعروف بالمجرم الوسيم أو سفاح كرموز، سفاح من أشهر السفاحين الذين عرفتهم مصر في منتصف القرن العشرين، قام بارتكاب عدد كبير من الجرائم في الفترة الممتدة ما بين عامي 1948 وحتى 1953 ميلادي، وأثار الهلع والخوف في قلوب أهل الإسكندرية في تلك الفترة، ولم تنفرج أساريرهم إلا عندما تم إعدامه .
يعود سعد إسكندر بأصله إلى محافظة أسيوط والتي تقع في صعيد مصر، تميز بجماله، وقدرته على جذب النساء، بداية حياته كانت العمل في مصنع للغزل والنسيج برفقة أخيه الأكبر، وفي تلك الفترة تعرف على أرملة ثرية، وبعد أن حصل منها على كل أموالها، وعرف أين تخبئ باقي الأموال قام بقتلها، ومن ثم رحل إلى الإسكندرية حاملا معه أموالها.
في الإسكندرية استأجر سعد إسكندر مخزنا صغيرا للقطن وغزل النسيج في حي من أحياء كرموز ويدعى حي راغب باشا، وبدأ مسلسل اختفاء الفتيات بشكل غير مبرر وبواقع فتاة كل أربعة إلى خمسة أيام، ودون أن يعثر على أي أثر لهن، الأمر الذي أثار الرعب والخوف في قلوب الناس .
ارتبط سعد إسكندر في العام 1948 بعلاقة غرامية مع فتاة تدعى فاطمة، وكان دائم التردد على منزلها بحجة أنه أخوها، وفي أحد الأيام أخبرته أن جارتها بمبة وهي عجوز في التسعين من عمرها، وتسكن لوحدها في المنزل، ولم يتنظر سفاحنا طويلا لتنفيذ جريمته، ففي اليوم التالي صعد إلى منزل العجوز وقتلها بالساطور بضربتين، وسمعت جارتها قطقوطة صوتها فهمّت لتعرف السبب، فأخبرها السفاح أنها في الداخل، وما أن دخلت لتطمئن على جارتها حتى عاجلها بالساطور على رأسها وفر هاربا ظنا منه أنها ماتت، لكنها نجت بأعجوبة، وأخبرت الشرطة أن القاتل هو أخو فاطمة، فاعترفت فاطمة على سعد إسكندر، والذي استطاع الإفلات من القضاء بسبب خبرة المحامي الذي دافع عنه، والذي استغل تناقض أقوال السيدة قطقوطة ليعلن براءة موكله .
بعد ذلك رحل عن الإسكندرية ، ولم يقم بأي جريمة حتى العام 1951 حينما استأجر شونة على ترعة المحمودية لكي يخزن الغلال وخيوط النسيج، ومر من أمامه تاجر أقمشة متجول، فدعاه إلى الدخول وقتله بساطوره قاطعا رأسه، ودفنه في أرض الشونة.
وفي العام 1951 كان تاجر حبوب آخر ضحاياه، حيث رأى عامل مر بالمصادفة كيف كان المجرم يقتل التاجر ، فقام بإبلاغ الشرطة، والتي همت بدورها إلى مكان الحادث لتجد تاجر الحبوب مضرجا بدمائه، لكنها لم تعثر على السفاح الذي هرب.
بعد ذلك قرر العودة إلى بلدته ليهرب من الشرطة، وعلى مشارف أسيوط توقفت الحافلة التي يستقلها السفاح لتفتيش روتيني، فرأى الملازم فخري عبد الملك ملامحه قريبة للشخص المطلوب، فسأله عن اسمه فقال: جورج عبد السلام، فسأله مرة أخرى فقال: جورج عبد الملك، عندها انتبه الملازم لاختلاف الإجابة، وقال له: أنت سعد إسكندر، وقام باعتقاله.
حاول السفاح إنكار التهم الموجة إليه دون جدوى، ليتم الحكم عليه بالإعدام شنقا حتى الموت، وتم التنفيذ الحكم في الخامس والعشرين من شباط ( فبراير) عام 1953، وكان طلبه الأخير كوب ماء وسيجارة، وبوفاته عمت الأفراح أحياء الإسكندرية، وحي كرموز بالتحديد، ليسدل الستار بذلك على حياة سفاح من أخطر السفاحين الذين عرفتهم مصر في القرن العشرين.