- في فترة ما في التاريخ حوالي 4000 قبل الميلاد , ظهرت الحضارة السومرية القديمة على سهول نهري دجلة والفرات في ما هو الآن ( جنوب العراق ) , حيث يقال أن الحضارة كما نعرفها قد نشأت في سومر القديمة , وقد كانت واحدة من أكثر الحضارات إتساعاً وتاريخاً في العالم , وهي أول حضارة تقع في بلاد ما بين النهرين , ويتفق الكثير من المؤرخين على أنها كانت أول حضارة نشأت على وجه
الأرض ومن المعروف أن تلك الحضارة الغامضة, قد اشتهرت باختراع الكتابة المسمارية - وهو أقدم نظام للكتابة في العالم - ولكنها أيضاً شكلت أسس لكثير من المجالات الحضارية الأخرى , وقامت حضارة سومر القديمة بقفزات هائلة إلى الأمام في نظم الحكم , والعلوم كالرياضيات , وكذلك في التخطيط والعمران , والزراعة .. وإليكم 9 حقائق رائعة عن واحدة من أقدم الحضارات المتطورة التي عرفها التاريخ ...
1- واحدة من أكبر المدن السومورية قد بلغ عدد سكانها 80,000 نسمة
بقايا مدينة اوروك - مصدر الصورة ESSAM AL-SUDANI/AFP/Getty Images |
وعادة ما كانت المدينة تُحاط بسور يُسمى الزقورة , وهو عبارة عن معابد متدرجة تشبه الهرم لها أهمية في الدين السومري , كما بُنيت البيوت من حزم من قصب المستنقعات , وتم حفر قنوات الري لتسخير مياه نهري دجلة والفرات من أجل الزراعة .
ومن اشهر المدن السومرية الكبرى ( إيريدو وأور ونيبور ولاجاش وكيش ) , ولكن أقدم وأعرق المدن في سومر القديمة كانت مدينة أوروك , والتي كانت تقع على بعد حوالي 30 كم شرقي من مدينة السماوة التي تقع في جنوب العراق حالياً , وهي من بين المدن الأولى في العراق , وقد لعبت أوروك دوراً قيادياً في بناء حضارة سومر , خلال ما يُعرف بفترة أوروك ( 4000-3200 قبل الميلاد ) , كما تعتبر أوروك أكبر مستوطنة سومرية , ففي العام 2900 قبل الميلاد , كان عدد سكانها يتراوح ما بين 40,000 و 80,000 نسمة في مساحة تقدر بـ 6 كيلو متر مربع , وهذا جعل أوروك على الأرجح أكبر مدينة في العالم في ذلك الوقت , وعلى الرغم من أنها فقدت أهميتها الأساسية في حوالي عام 2000 قبل الميلاد لكنها إستمرت في كونها مأهولة بالسكان حتى تم التخلي عنها في نهاية المطاف قبل فترة قصيرة من الفتح الإسلامي لبلاد فارس عام 651 م , وضمت أوروك جدران دفاعية إمتدت إلى 6 أميال .
2- شملت قائمة الحكام السومريين إمرأة واحدة
قائمة ملوك سومر |
3- كانت المدن السومرية غالباً في حالة حرب مع بعضها البعض دائماً
- على الرغم من أنهم كانوا يشتركون في لغة واحدة , وتقاليد ثقافية مشتركة , إلا أن المدن السومرية قد إنخرطت في حروب شبه ثابتة مع بعضها البعض , وأسفرت تلك الحروب عن عدة سلالات وممالك مختلفة .وأول تلك الصراعات التي عرفها التاريخ كانت تتعلق بالملك إيناتوممن لاجاش والذي هزم مدينة ( أوما Umma ) المتنافسه معه في نزاع على الحدود في وقت ما من العام 2450 قبل الميلاد , ولإحياء ذكرى إنتصاره , بنى أنياتوم نصباً تذكارياً يسمى ( مسلة النسور ) وهي عبارة عن حجر جيري مهيب , يصور الطيور المفترسة التي تتغذى بشراهة على لحم أعداءه الذين هزمهم .
- وقد أدى الإقتتال الداخلي بين مدن سومر إلى العديد من التطورات العسكرية , فربما كان لهم الفضل في إختراع تشكيل الكتائب , وأساليب الحصار , ولكن أيضاً كثرة الحروب الداخلية أدت إلى غزوهم من قبل القوى الخارجية , فخلال المرحل الأخيرة من تاريخهم , تمت مهاجمتهم من قبل العيلاميين والأكاديين والغوتيين .
4- السومريون كانوا يحبون شراب الشعير ( البيره ) كثيراً
مصدر الصورة - E. Jason Wambsgans/Getty Images |
كانت هناك آلهة سومورية لصناعة البيرة عند السومريين , وأسموها ( نينكاسي ) , وقد أحتفل بها السومريون , وأنشدوا لها ترانيم مشهورة بإسم ( الشخص الذي يروي الشعير على الأرض ) .
5- تم إستخدام الكتابة المسمارية لأكثر من 3000 سنة .
- أختراع السومريين للكتابة المسمارية يعود إلى حوالي العام 3400 قبل الميلاد , وكانت تتألف الكتابة المسمارية في شكلها الأكثر تطوراً من عدة مئات من الأحرف التي إستخدمها الكتبة القدماء في كتابة الكلمات أو المقاطع على أقراص او ألواح طينية بإستخدام أقلام مصنوعة من القصب , ثم يتم خبز تلك الأقراص وتركها في الشمس لتتصلب .
وربما لإن هذه الكتابة كانت ملائمة للغات المتعددة , فقد تم إستخدامها فيما بعد على مدى عدة آلاف من السنين في أكثر من إثنى عشرة ثقافة مختلفة , وقد وجد علماء الآثار دليلاً على أن النصوص الفلكية في الشرق الأدنى كانت لا تزال تُكتب بالكتابة المسمارية حتى القرن الحادي والعشرين .
6- السومريون كانوا ماهرين في التجارة المتنقلة
- بما أن موطن السومريين , كان خالياً إلى حد كبير من الأخشاب والمعادن والأحجار , لذا إضطروا إلى إنشاء واحدة من أقدم شبكات التجارة في التاريخ في البر والبحر , وربما كان أهم شريك تجاري لهم هو جزيرة دلمون ( البحرين حالياً ) , والتي كانت تحتكر تجارة النحاس , ولكن تجار سومر قاموا أيضاً برحلات طويلة إلى الأناضول ولبنان لجمع خشب الأرز وكذلك إلى عمان ووادي لسند من أجل الذهب والأحجار الكريمة .
7- بطل ملحمة جلجامش ربما كان شخصية سومرية قديمة
- أحد أهم الإنجازات في أدب بلاد ما بين النهرين هو " ملحمة جلجامش " , وهي عبارة عن قصيدة من ثلاثة آلاف سطر , تحكي عن مغامرات ملك سومري , بينما كان يقاتل وحش في الغابات , ويتسآل عن سر الحياة الأبدية , في حين ان بطل القصيدة هو بمثابة إله يمتلك قوة شبيهة بقوة هيرقليز .
ويظهر جلجامش في ( قائمة الملوك السومريين ) , ويعتقد أنه عاش في فترة 2700 قبل الميلاد , وقد نجا القليل جدا من المصادر التي تتحدث عن تاريخ جلجامش , ولكن علماء الآثار وجدوا نقوشاً تشير إلى مساهمته في بناء جدران دفاعية هائلة للمدينة , وإستعادته لمعبد الإله نينهيل , مما يشير إلى أنه ربما كان حاكماً حقيقياً , ومجده قومه كأسطورة بعد ذلك في ملحمة جلجامش .
8- الرياضيات والقياسات السومرية مازالت تستخدم حتى اليوم
- يرجع إختراع الدقيقة المكونة من 60 ثانية , والساعة المكونة من 60 دقيقة إلى حضارة بلاد ما وراء النهر القديمة , فكما هو النظام العشري في الرياضيات الحديثة الذي يستند فيها على العدد عشرة , إخترع السومريون النظام الستيني , وهو نظام عد قاعدته ستينية , إخترعه السوموريون في الألفية الثالثة قبل الميلاد , ونقلها عنهم البابليون , وهو مازال مستخدماً حتى اليوم في قياس الزوايا الهندسية والزمن وكذلك في نظام الإحداثيات الجغرافية .
9- كانت حضارة سومر ضائعة في التاريخ حتى القرن الـ 19
- بعد إحتلال بلاد ما بين النهرين من قِبل الأمريوت والبابليين في أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد , فقد السومريون هويتهم الثقافية تدريجياً , وتوقفوا عن الوجود كقوة سياسية , وفي نهاية المطاف تم نسيان كل شيء يتعلق بتاريخهم ولغتهم وتكنولوجياتهم حتى أسماءهم , وبقيت أسرارهم مدفونة في صحاري العراق حتى القرن التاسع عشر , عندما عثر علماء الآثار الفرنسيون والبريطانيون على القطع الأثرية السومرية أثناء البحث عن آثار الآشوريين القدماء.
المصادر :
history.com
learnodo-newtonic.com