يبدو أن ثورة بركان بيناتوبو في الفلبين في السنة الماضية كان لها آثار بيئية سيئـة للغاية. فقد قـذف كميـات كبيرة من غاز أول أكسيـد الكلـورين (أحـد الكلور وفلوروكربوناتالمدمرة لطبقة الأوزون) وقذفها إلى طبقات الجو العليـا، بحيث بـات في حكم المؤكـد أن يتفاقم ثقب الأوزون، الذي اكتشف في أجـواء النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وغني عن البيان أن الثقب الشمالي يفوق الثقب الجنوبي أضرارا ومخاطر إذ إنه يقع في أجـواء بلـدان آهلة ومدن مكتظة بالسكان. ويغطي مساحات شاسعة من الأحراج والمروج وشتى المزروعـات.. (انظـر الخريطـة المرفقة). تقع في شمال قـارات ثلاث هي أوربا وأميركا وآسيا.
لا عجب إذن أن كـان التقريـر الذي أصدرته وكالة البيئة التابعة للأمـم المتحـدة (UNEP) والذي أوضحت فيه الأضرار والمخـاطر التـي تترتـب على ثقـب الأوزون الشمالي.. نجملها فيما يلي:
- تؤكد الأبحاث أن تآكل طبقة الأوزون سيبلغ نسبة 5 - 10%، قبل حلول سنـة 2000 م، وذلك في كلا الثقبين الشمالي والجنوبي. وسيؤدي ذلك إلى مزيد من انتشار مرض الإيدز، ومرض الهربز. وقد تتزايد الإصـابات بسرطان الجلد بحيث تبلغ 300.000 إصابة سنويا.
- أضف إلى ذلك الأضـرار الجسيمة التي ستحل بـالمحاصيل الزراعية. والجدير بالذكر أن الأسرة الدوليـة لم تكن غافلـة عن هذه المخاطر، فقـد تحسستها كثيرا أو قليلا، وعقدت المؤتمرات، واتخذت المقـررات، من أجل العمل على تحاشيها أو الحد منها.
بقي أن نشير إلى الخريطة المرفقة والى ما تبينـه من كثـافـة غاز أول أكسيد الكلورين، في أجواء المناطق المهددة، وهو أقل كثافة على أطراف تلك المناطق منـه في أواسطها، إذ تبلغ نسبة كثافته 1.2 جزء في كل بليون جـزء هـواء في أواسط تلك المناطق وتبلغ 6 , - 2 , 1 جزء من كل بليون جزء هواء على أطرافه.