لابد لكل بداية نهاية وإذا كان بداية، كل شخص وكل شيء هو الصباح فالكل بداية نهاية، ونهاية اليوم هو المساء وهو عندما تغيب الشمس، ويختفي نورها وإشراقها، ويظهر القمر متلألئ في السماء الواسعة، وتحاوطه النجوم من كل جانب فتصبح السماء كأنها لوحة مرسومه بإتقان، والذي أبدع في هذه اللوحة هو الله عز وجل خالق الكون، فتكون هذه نعمه أيضا من النعم الكثيرة التي أعطاها
لنا، فإذا كان الصباح هو نعمه فكذلك المساء نعمه لنا، حيث جعل المساء ليكون الدفاء في البيوت والسكن والراحة، من عناء ومشقة اليوم الطويل فيصبح المساء هو الهدوء والسلام، الذي نلجأ إليه بعد كل هذا التعب، ذلك غير المناظر الساحرة والتي يجب مشاهدتها في المساء فقط، مثل السماء وضوء القمر في الشوارع وعلى المنازل، والألوان الجميلة على الأعمدة والجسور، وسواد البحر وانعكاس ضوء القمر عليه، كل هذه الأشياء من روائع المساء الساحرة.
لذلك المساء هو الراحة والهدوء التي لا مثيل لها، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح جميع الأشخاص مقربون للغاية، وعند المساء يحب كثير من الأشخاص أن يتواصلون مع أصدقائهم واقرباهم و احبايهم ، لذلك يظل هؤلاء الأشخاص البحث عن صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن المساء والليل الهادي، حيث كل شخص يريد أن يرسل الصور الخاصة بالمساء، وتكون مميزة للغاية عن الصور الأخرى، إن المساء بالنسبة لجميع الشعراء هو الإلهام الخاص بهم، لأنه يشعل الشوق المدفون ويحي الكلمات من جديد.
فقال الشاعر نزار قباني: عن المساء ما دُمتِ لي سرُّ المساءِ مَعي، وهذِه الأقمارُ أقماري، وأنجمُ المَساءِ لي مِئزرٌ، وفوقَ جَفنِ الشَّرق مِشوارِي .
وأيضا الشاعر حسين النجمي: عن المساء مساءُ الخيرِ يا قَمراً عَلى آفاقِنا يَظهرْ، مساءُ الخيرِ يا أحلَى مِن الدُّرَّاقِ وَالسُّكَّر، ويا أغلى مِن اليَاقوتِ وَالْمَرْجَانِ وَالْأَصْفَر، ويا مَن فوقَ أهدابِي وبينَ جَوانِحي تَسهرْ، أنامُ السَّحرَ في عَينيكِ أمْ في هَدْيهَا أُبحِرْ، مساءُ الخيرِ يا زَهراً يُلوِّنُ دَربِي اَلْأَخْضَر .
