"سكينر" هو واحد من أهم علماء السلوكيات في التاريخ، وأشهر تجاربه كانت قدرته على إثبات قابلية التعلم والتكييف للحيوانات وبالأخص الحمام، وقد استطاع تعليمه سلوكيات معينة محببة، وتجنيبه لأخرى مكروهة.
خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت الأسلحة الصاروخية وبالأخص بعيدة المدى منها تفتقد لأي مستوى من الدقة، لذا فقد اقترح "سكينر" على الجيش الأمريكي استخدام الحمام الذي تم تدريبه مسبقاً لتوجيه الرؤوس الصاروخية وسواها بحيث تمتلك فرص إصابة هدف أعلى من السابق.
تضمنت الخطة وضع حمامة أو أكثر أمام شاشة تعرض مشهداً مركزاً للهدف المفترض إصابته، وبمجرد أن يبتعد الهدف عن الشاشة تقوم الحمامات بنقر زر معين يقوم بإعادة الصاروخ أو الطائرة إلى الهدف.
في البداية نجح "سكينر" بتأمين تمويل من الجيش للاستمرار بأبحاثه حول الموضوع وتطوير طريقته المبتكرة والغريبة للتوجيه، بالرغم مع وجود بعض النتائج غير أن هذا لم يشفع لمشروع الحمامة الذي تم الغاؤه في أكتوبر من عام 1944، بسبب اعتقاد صناع القرار أن استثمار المزيد من الوقت والمال في ذلك سوف يؤخر تطوير المشاريع الأخرى التي كان نجاحها واعداً أكثر.
لاحقاً قامت البحرية الأمريكية بدراسة الأمر مجدداً، وبدأت مجموعة جديدة من التجارب والاختبارات بداية من عام 1948، لكن بحلول عام 1953 كان المشروع قد أُلغي كذلك بسبب التطورات الكبيرة في الإلكترونيات التي باتت دقيقة أكثر وأنهت أي حاجة لأسلحة موجهة بالحمام.